للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " وكفارته أن تواريه " أي: أن تُغيّبه يعني: تدفنه، و " أن "

مصدرية في محل الرفع على أنه خبر للمبتدأ، والتقدير: وكفارته

مُواراته؛ والمعنى: انه إن ارتكب هذه الخطيئة فعليه تكفيرها. واختلفوا في

المراد بدفنها؛ فالجمهور على أنه الدفن في تراب المسجد ورمله وحَصبائه إن

كانت فيه هذه الأشياء وإلا يُخرجها. وعن أصحاب الشافعي قولان؛

أحدهما: إخراجها مُطلقًا. والحديث: أخرجه مسلم.

٤٥٧- ص- نا مسدد: نا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس قال: قال

رسولُ الله: " إن البُزَاقَ في المسجد خَطيئةٌ، وكَفارتُها دَفنُها " (١) .

ش- أبو عوانة: الوضاح الوَاسطَي. والحديث: أخرجه البخاري،

والترمذي، والنسائي.

٤٥٨- ص- نا أبو كامل: نا يزيد، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس بن

مالك. قال: قال رسول الله- عليه السلام-/: " النُخَاعةُ في المسجدِ "

فذكر مثله (٢) .

ش- أبو كامل: فُضَيل بن الحُسين الجَحدري، ويزيد: ابن زُرَيع

البصري، وسعيد: ابن أبي عروبة.

قوله: " النخاعة " هي النخامة؛ يقال: تنخم وتنخع، وقيل: البزاق

من الفم، والمخاط من الأنف، والنخامة من الصَدر؛ وفرق بعضهم بين

النخاعة والنخامة؛ فالنخاعة- بالعين- من المصدر، والنخامة- بالميم-

من الرأس.

قوله: " فذكر مثله " أي: مثل الحديث المذكور.

٤٥٩- ص- نا القَعنبي: نا أبو مودود، عن عبد الرحمن بنِ أبي حَدرد

الأسلمي قال: سمعت أبا هريرة يَقولُ: قال رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من دَخَلَ هذا

المسجدَ فبَزقَ فيه، أو تَنخمَ فليَحفر فليَدفنهُ، فإن لم يفعَل فليَبزُق في ثوبه،

ثم ليخرُج بهِ " (٣) .


(١) انظر: الحديث السابق.
(٢) تفرد به أبو داود.
(٣) تفرد به أبو داود.

<<  <  ج: ص:  >  >>