للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: " قد أجَبتك " إنما قال له هذا القول ولم يتلفظ بالإجابة " (١) لأنه

كره أن يدعوه باسم جلّد، وأن يَنسبه إليه إذ كان جده عبد المطلب كافرا

غير مُسلم، وأحمت أن يدعوه باسم النبوة أو الرسالة.

فإن قيل: قد ثبت عنه أنه قال يوم حنين حين حمل على الكفار

فانهزموا:

أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب

قلت: لم يذكره افتخاراً؛ لأنه كان يكره الانتساب إلى الكفّار؛ كما

في هذا الحديث؛ ولكنه ذكّرهم بهذا رويا كان عبد المطلب رآها له أيام

حياته وكانت إحدى دلائل نبوته، وكانت القصة فيها مشهورة عندهم،

فعرفهم شأنها، وأذكرَهم بها، وخروج الأمر على الصدق فيها ".

قوله: " وساق الحديث " أي: سَاق أنس الحديث، وتمامه: يا محمدُ!

إني سَائلك فمُشتد عليك في المسألة؛ فلا تجد عليَ في نفسك، فقال:

" سَل ما بَدا لك " فقال الرجل: نشدتك بربك ورب من كان قبلك، اللهُ

أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال رسول الله: " اللهم نعم " قال: فأنشدُك

الله، آللهُ أمرَكَ أن نُصلي الصلوات الخَمس في اليوم والليلة؟ قال:

" اللهم نعم "، قال: أنشدُك الله، آللهُ أمَرك أن تصومَ هذا الشهرَ من

السنةِ؟ قال رسول الله: " نعم " قال: أنشدك الله، اللهُ أمرك أن تأخذَ

هذه الصدَقةَ من أغنيائنا فتَقسمُها على فقرائنا؟ قال رسول الله: " اللهم

نعم " قال الرجل: آمنت بما جئتَ به؛ فأنا رسولُ مَن ورائي من قومي،

وأنا ضمامُ بن ثعلبة أخو بَني سَعد بن بكر ". أخرجه البخاري، والنسائي،

وابن مَاجه، وأحمد في " مسنده ". وقوله: " فلا تجد عليَ " من وَجَدَ

عليه إذا غضب. قوله: " ما بدا لك " أي: ما ظهر لك مما في خاطرك.

قوله: " نشدتُك بربك " أي: سألتك وأقسمت عليك بربك/وكذا

ناشدتك الله وبالله، وأنشدك الله وبالله، وقد ذكرناه مرة. قوله:


(١) انظر: معالم السنن (١/١٢٥- ١٢٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>