للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

داخله أي عُطفت. ومَن قال بالباء الموحدة لأنه يَتبع فَا (١) صاحبه أي:

يَستُره، وقبع الرجل رأسه في جَيبه إذا أدخله فيه؛ لأنه يقبَعُ فم النافخ

أي: يُواريه أو من قَبَع الجوالق أو الجراب إذا ثنَيت أطرافه إلى داخل، أو

من قولهم: قبَع في الأرض قبُوعًا ذهب لذهاب الصوت منه وشدته.

وأما الثاء المثلثة: فأثبته أبو عمر الزاهد، وأبطله الأزهري، كأنه من قَثع

مقلوب قعث وأقتعثه إذا أخذ كفه واستوعبه، لأخذ البوق نفس النافخ

واستيعابه له؛ لأنه ينفخ بشدة ليرفع الصوت به ويُنوه به. ومَن قال بالتاء

ثالث الحروف قال: هو دود يكون في الخشب، وقيل: هذا الحرف

مَدارُه على هُشيم؛ وكان كثير اللحن والتحريف، على جلالة محلّه في

الحديث ".

قوله: " يعني: الشّبُور " تفسير القنع، والشبور بفتح الشين المعجمة

وضم الباء الموحدة المشددة. وقال في " الصحاح ": الشّبَور على وزن

التنور: البُوقُ؛ ويقال: هو مُعرب.

قوله: " الناقوس " خشبة طويلة تُضربُ بخشبة أصغر منها؛ والنصارى

يُعلمون بها أوقات صلواتهم. قال ابن الجواليقي: فأما الناقوس: فيُنظر

فيه أعربيّ هو أم لا؟

قلت: النَّقسُ: هو الضرب بالناقوس يدل على أنه عربي؛ ووزنه:

فاعُول كقَابُوس البحر، فيكون الألف والواو فيه زائدتان.

قوله: " لهَمِّ رسول الله " أي: لهم رسول الله في الصلاة كيف يجمع

الناس لها؟ وَالهم: الحَزَنُ، وأهمني (٢) الأمر إذا أقلقك وَحَزنك.

قوله: " قم فانظر ما يأمرك به " فيه دليل على أن الواجب أن يكون الأذان

قائمًا؛ وكانت هذه القضية عند مَقدمه- عليه السلام- المدينة النبوية.

وفي " تاريخ النويري ": وفي السنة الثانية من الهجرة: رأى عبد الله بن


(١) أي: " فمه ".
(٢) كذا، والجادة: " وأهمك ".

<<  <  ج: ص:  >  >>