للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زيد بن عبد ربّه الأنصاري صورة الأذان في النوم وورد الوَحي به. وروى

السُّهيلي بسنده من طريق البزار، عن علي بن أبي طالب، فذكر حديث

الإسراء وفيه: فخرج ملك من وراء الحجاب، فأذن بهذا الأذان وكلما

قال كلمةً صدقه الله تعالى، ثم أخذ الملك بيد محمد- عليه السلام-

فقدّمه، فأم بأهل السماء وفيهم اَدم ونوح " ثم قال السهيلي:. وأخلِق بهذا

الحديث أن يكون صحيحا؛ لما يَعضده ويشاكله من حديث الإِسراء.

فلت: ليس كما زعم السهيلي أنه صحيح؛ بل هو منكر؛ تفرد به:

زياد بن المنذر أبو الجارود الذي تُنسب إليه الفرقة الجارودية، وهو من

المتّهمين، ثم لو كان هذا قد سمعه رَسول الله ليلة الإِسراء، لأوشك أن

يأمر به بعد الهجرة في الدعوة إلى الصلاة.

ص- قال أبو بشر: فأخبرني أبو عَمير أن الأنصار تزعم أن عبد الله بن

زيد لولا أنه كان يومئذ مريضًا لجعله رسول الله مُؤذنًا.

ش- أي: يوم رأى الأذان في منامه كان ضعيفًا؛ وكان له- عليه

السلام- أربعة من المؤذنين؛ وهم: بلال، وعمرو بن أم مكتوم القرشي

العامِري الأعمى، وأبو محذورة أوسُ بن مِعيَرِ الجُمحي، وسَعد بن عائذ

مولى عمار بن ياسر بقُباء- رضى الله عنهم-. وأما عبد الله بن زيد:

فهو ابن عبد رَبه بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن الخزرج أبو محمد

الأنصاري الخزرجي، شهد العقبة وبدرًا. روى عنه: ابنه: محمد،

وسعيد بن المسيب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وقال الترمذي: سمعتُ

محمد بن إسماعيل يقول: لا يُعرف لعبد الله بن زيد بن عبد ربه إلا

حديث الأذان. توفي بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن أربع وستين،

وصلى عليه عثمان بن عفان- رضى الله عنه-. روى له: أبو داود،

والترمذي، والنسائي، وابن ماجه (١) .


(١) انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (٢/٣١١) ، أسد الغابة
(٣/٢٤٧) ، الإصابة (٢/٣١٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>