للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو محذورة- بفتح الميم، وسكون الحاء المهملة، وبعدها ذال معجمة

مضمومة، وراء مفتوحة، وتاء تأنيت- اسمه: سَمُرة بن مِعيَرِ- بكسر

الميم، وسكون العين المهملة، وبعدها ياء آخر الحروف مفتوحة وراء-

وقيل: اسمه: سَلمان، وقيل: مسلمة، وقيل: أوس ابن معير بن

لوذان بن وهب بن سَعد بن جُمح. روى له: مسلم، وأبوَ داود،

والترمذي، والنسائي، وابن ماجه (١) .

قوله: " فمسَح مُقدم رأسه " أي: مسح رسولُ الله مقدم رأس

أبي محذورة؛ ولذلك كان لا يَحُزُ ناصيته ولا يفرقها، لأنه- عليه السلام-

مسح عليها. وقوله " مقدم ": بفتح القاف وتشديد الدال المفتوحة.

" (٢) وحديث أبي محذورة في الأذان: رواه الجماعة إلا البخاري؛

فأخرجه مسلم مقتصرا منه على الأذان خاصةً؛ وفيه التكبير مرتين

والترجيع، وأخرجه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه مختصرا ومطولا،

وأخرجه ابن حبان في " صحيحه لما بلفظ أبي داود هذا المذكور. وبه

استدل الشافعي على الترجيع، وبه قال مالك؛ إلا أن عنده لا يؤتى

بالتكبير في أوله غير مرنين. وقال أحمد: إن رجّع فلا بأس به، وإن لم

يرجّع فلا بأس به. والجواب عن هذا: ما قاله الطحاوي في " شرح

الاَثار ": يحتمل أن الترجيع إنما كان لأن أبا محذورة لم يمدّ بذلك صوته

كما أراده النبي- عليه السلام-، فقال له- عليه السلام-: " ارجع

فامدد من صوتك ". وقال ابن الجوزي في " التحقيق ": إن أبا محذورة

كان كافرا قبل أن يُسلم، فلما أسلم ولقنه النبي- عليه السلام- الأذان،

أَعاد عليه الشهادة وكرّرها ليثبت عنده ويحفظها، ويكرّرها على أصحابه

المشركين، فإنهم كانوا ينفرون منها خلاف نفورهم من غيرها، فلما


(١) انظر ترجمته في: الاستيعاب بهامش الإصابة (٤/١٧٧) ، أسد الغابة
(٦/٢٧٨) ، الإصابة (٤/١٧٦) .
(٢) انظر: نصب الراية (١/٢٦٣- ٢٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>