للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (تَقَلُّبَ وَجهكَ) أي: تردد وجهك وتصرف نظرك في جهة

السماء؛ وكان- عليهَ السلام- يَتوقعُ من الله أن يُحوله إلى الكعبة؛

لأنها قبلة أبيه إبراهيم- عليه السلام-، وأدعى للعرب إلى الإيمان؛ لأنها

مفخرتهم ومزارهم ومطافهم، ولمخالفة اليهود، فكان يُراعي نزول جبريل

- عليه السلام- والوَحي بالتحويل.

قوله: (فَلَنُوَليّنًكَ) أي: فلنُعطينك ولنمكّننك من استقبالها، من

قولك: وَليته كذا إذا جعَلته واليًا له.

قوله: (تَرضَاهَا) أي: تحبّها وتميلُ إليها لأغراضك الصحيحة التي

أضمَرتها.

قوده: (شَطرَ المَسجد الحَرَامِ) أي: نحوَه؛ وقرأ أُبي " تلقاءَ المسجد

الحرام " وهو نَصب علَىَ الظرف، أي: اجعل تولية الوجه في جهة

المسجد وسَمته؛ لأن استقبال عين القبلة فيه حرج عظيم على البَعيد، وذكر

المسجد الحرام دون الكعبة دليل على أن الواجب مراعاة الجهة دون العين؛

ولهذا قال جماعة من أصحابنا: يجب على من كان في المسجد الحرام أن

يستقبل عين الكعبة، ومن كان في مكة يستقبل المسجد الحرام، ومن كان

خارج الحرم من أهل الدنيا يستقبل الحرم من أيّ جهة كان.

قوله: " وتم حديثه " أي: حديث ابن المثنى.

ص- وسمّى نصرٌ صَاحبَ الرؤيَا قال: فجاء عبدُ الله بنُ زيد رجل من

الأنصارِ وقال فيه: فاستقبلَ القبلَة قال: الله كبر، الله أكبرَ، أشهدَ أن لا إله

إلا الله، أشهد أن لا إله إلا اللَّه، أشهد أن محمدَا رسول الله، أشهد أن

محمدَا رسول الله، مرتين (١) . حَيَّ على الصلاة مرتينِ، حَي على الفلاح

مرتين، الله كبر، الله كبر، لا إله إِلا الله. ثم أمهلَ هُنيةَ، ثم قام فقال مثلها

إلا أنه (٢) زادَ بعدما قال: حيَ على الفلاح: قد قَامتِ الصلاةُ،


(١) كلمة مرتين غير موجودة في سنن أبي داود.
(٢) في سنن أبي داود: " إلا أنه قال: زاد ".

<<  <  ج: ص:  >  >>