كثيرة الخيرات والفواكه، رأيت العنب يباع في أسواقها بحساب ثمانية أرطال بدرهم صغير، ورمّانها المرسى الياقوتي لا نظير له في الدنيا، وأما التين واللّوز فيجلبان منها ومن أحوازها إلى بلاد المشرق والمغرب «٢٩» .
قال ابن جزي: وإلى ذلك أشار أبو محمد عبد الوهاب بن علي المالقي في قوله وهو من مليح التّجنيس:
مالقة حييت ياتينها ... فالفلك من أجلك ياتينها
نها طبيبي عنك في علة ... ما لطبيبي عن حياتي نها؟!
وذيّلها قاضي الجماعة أبو عبد الله ابن عبد الملك «٣٠» بقوله في قصد المجانسة
وحمص لا تنس لهاتينها ... واذكر مع التّين زياتينها!
رجع، وبمالقة يصنع الفخار المذهب العجيب، ويجلب منها، إلى أقاصي البلاد، ومسجدها كبير الساحة، شهير البركة وصحنه لا نظير له في الحسن، فيه أشجار النارنج البعيدة.
ولما دخلت مالقة وجدت قاضيها الخطيب الفاضل أبا عبد الله بن خطيبها الفاضل أبي