بها الماء زمانا طويلا، ومنه يحرم حجاج مصر والمغرب وهو دون الجحفة «٩٨» .
وسرنا من رابغ ثلاثا إلى خليص «٩٩» ، ومررنا بعقبة السّويق وهي على مسافة نصف يوم من خليص كثيرة الرمل، والحجاج يقصدون شرب السّويق بها ويستصحبونه من مصر والشّام برسم ذلك، ويسقونه الناس مخلطا بالسكر، والأمراء يملأون منه الأحواض ويسقونه الناس ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بها ولم يكن مع أصحابه طعام فأخذ من رملها فأعطاهم إياه فشربوه سويقا.
ثم نزلنا بركة خليص «١٠٠» وهي في بسيط من الأرض كثيرة حدائق النخل لها حصن مشيد في قنّة جبل، وفي البسيط حصن خرب وبها عين فوارة قد صنعت لها أخاديد في الأرض وسربت إلى الضياع، وصاحب خليص شريف حسني النسب، وعرب تلك الناحية يقيمون هنالك سوقا عظيمة يجلبون إليها الغنم والتمر والإدام.
ثم رحلنا إلى عسفان «١٠١» وهي في بسيط من الأرض بين جبال، وبها آبار ماء معين تنسب إحداها إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه، والمدرّج المنسوب إلى عثمان أيضا على مسافة نصف يوم من خليص، وهو مضيق بين جبلين وفي موضع منه بلاط على صورة درج وأثر عمارة قديمة، وهنالك بئر تنسب إلى عليّ عليه السلام ويقال إنه أحدثها.
وبعسفان حصن عتيق وبرج مشيد قد أوهنه الخراب وبه من شجر المقل «١٠٢» كثير.