الشام، ولم أر في بلاد الدنيا أحسن أخلاقا من أهل خوارزم، ولا أكرم نفوسا ولا أحبّ في الغرباء «٧» .
ولهم عادة جميلة لم أرها لغيرها، وهي أن المؤذنين بالمساجد يطوف كلّ واحد منهم على دور جيران مسجده معلما لهم بحضور الصلاة «٨» ، فمن لم يحضر الصلاة مع الإمام ضربه الامام بمحضر الجماعة، وفي كل مسجد درّة معلقة برسم ذلك، ويغرم خمسة دنانير تنفق في مصالح المسجد، أو تطعم للفقراء والمساكين، ويذكرون أن هذه العادة عندهم مستمرة على قديم الزمان.
وبخارج خوارزم نهر جيحون أحد الأنهار الأربعة التي من الجنة «٩» ، وهو يجمد في أوان البرد كما يجمد نهر إتل: ويسلك الناس عليه، وتبقى مدة جموده خمسة أشهر «١٠» .
وربما سلكوا عليه عند أخذه في الذوبان فهلكوا! ويسافر فيه في أيام الصيف بالمراكب إلى ترمذ ويجلبون منها القمح والشعير، وهي مسيرة عشر للمنحدر.
وبخارج خوارزم زاوية مبنية على تربة الشيخ نجم الدين الكبرا، وكان من كبار الصالحين «١١» ، وفيها الطعام للوارد والصادر، وشيخها المدرس سيف الدين ابن عصبة من