وكتب إلى نوابه بمدينة غزنة في إكرامي، وقد تقدم ذكره وذكر ما أعطي من البسطة في الجسم، وكان عنده جماعة من المشايخ والفقراء أهل الزوايا.
ثم سافرنا إلى قرية الجرخ، وضبط اسمها بفتح الجيم المعقود وإسكان الراء وخاء معجم، وهي كبيرة لها بساتين كثيرة، وفواكهها طيبة «١٤٧» قدمناها في أيام الصيف ووجدنا بها جماعة من الفقراء والطلبة، وصلّينا بها الجمعة وأضافنا أميرها محمد الجرخي، ولقيته بعد ذلك بالهند ثم سافرنا إلى مدينة غزنة «١٤٨» ، وهي بلد السلطان المجاهد محمود بن سبكتكين الشهير الاسم، وكان من كبار السلاطين يلقب يمين الدولة، وكان كثير الغزو إلى بلاد الهند وفتح بها المدائن والحصون، وقبره بهذه المدينة، عليه زاوية، وقد خرب معظم هذه البلدة ولم يبق منها إلا يسير، وكانت كبيرة وهي شديدة البرد، والساكنون بها يخرجون عنها أيام البرد إلى مدينة القندهار «١٤٩» . وهي كبيرة مخصبة ولم أدخلها وبينهما مسيرة ثلاث.