مدينة الخنسا «٧٥» ، واسمها على نحو اسم الخنساء الشاعرة، ولا أدري أعربي هو أم وافق العربي؟ وهذه المدينة أكبر مدينة رأيتها على وجه الأرض، طولها مسيرة ثلاثة أيام يرحل المسافر فيها وينزل، وهي على ما ذكرناه من ترتيب عمارة الصين، كلّ أحد له بستانه وداره، وهي منقسمة إلى ستّ مدن سنذكرها، وعند وصولنا إليها خرج إلينا قاضيها أفخر الدين وشيخ الاسلام بها وأولاد عثمان بن عفان المصري، وهم كبراء المسلمين بها «٧٦» ومعهم علم أبيض والاطبال والأنفار والابواق وخرج أميرها في موكبه. ودخلنا المدينة وهي ست مدن على كل مدينة سور، ومحدق بالجميع سور واحد، فأول مدينة منها يسكنها حراس المدينة وأميرهم، حدثني القاضي وسواه أنهم اثنا عشر الفا في زمام العسكرية وبتنا ليلة دخولنا في دار أميرهم.
وفي اليوم الثاني دخلنا المدينة الثانية على باب يعرف بباب اليهود «٧٧» ، ويسكن بها اليهود والنصارى والترك عبدة الشمس، وهم كثير وأمير هذه المدينة من أهل الصّين، وبتنا عنده الليلة الثانية.