للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"صَبِيحَتِهَا" و"صُبْحِهَا" (١) والكل بمعنًى.

وقوله: "أَصْبِحِي سِرَاجَكِ" (٢) أي: أوقديه، والمصباح هو السراج، سمي بذلك لأنه يُطلَب به الضياء، وهو الصبح.

و"يَمِينُ الصَّبْرِ" (٣) هي التي تلزم، ويجبر عليها حالفها، ومنه: "لا تَصْبُرْ عَلَى اليَمِينِ حَيْثُ تُصْبَرُ الأَيْمَانُ" (٤) بالتخفيف ولأبي الهيثم: "تُصَبَّرُ" بالشد.

و"صَبْرُ البَهَائِمِ" (٥) حبسها للرمي، وهي المصبورة، وكأنه من الصبر، أي: كلف أن يصبر على هذا ويلتزمه.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لَا أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ" (٦) أي: أشد حلمًا على (٧) فاعل ذلك وترك المعاقبة عليه، وهو مفسر في الحديث: "يَجْعَلُونَ لَهُ نِدًّا ووَلَدًا وَهُوَ يَرْزُقُهُمْ" (٨). والصبور: الحليم الذي لا يعاجل


(١) "الموطأ" ١/ ٣١٩، والبخاري (٢٠٢٧) من حديث أبي سعيد الخدري، ومسلم (١١٦٨) من حديث عبد الله بن أنيس بألفاظ متقاربة أقربها إلى لفظ المؤلف لفظ "الموطأ" وهو: "رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ مِنْ صُبْحِهَا".
(٢) البخاري (٣٧٩٨) من حديث أبي هريرة.
(٣) البخاري (٤٥٥٠، ٦٦٧٦، ٧١٨٣)، ومسلم (١٣٨) من حديث عبد الله بن مسعود، ومسلم (١١٥) من حديث ثابت بن الضحاك.
(٤) البخاري (٣٨٤٥) من قول امرأة من بني هاشم بلفظ: "وَلَا تَصْبُرْ يَمِينَهُ حَيْثُ تُصْبَرُ الأَيْمَانُ".
(٥) روى البخاري (٥٥١٥)، ومسلم (١٩٥٦) من حديث أنس بن مالك قال: نَهَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُصْبَرَ البَهَائِمُ.
(٦) مسلم (٢٨٠٤/ ٤٩) من حديث أبي موسى.
(٧) في (س، ش): من.
(٨) مسلم (٢٨٠٤/ ٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>