للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الحديث: "مَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا" (١) بكسر الهمزة وإسكان الراء وفتح الدال وشد الباء، وهو ثلاثة أمداء، و"المُدْيُ" (٢) ساكن الدال، وسيأتي تفسيره في باب الميم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -:"إِنَّكُمْ عَلَى إِرْثٍ" (٣) أصلُ هذِه الهمزة (واو) قلبت (ألفًا)؛ لمكان الكسرة، أي: إنكم على بقيةٍ من شِرْعَةِ إبراهيم، وأمره القديم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -:"إِنَّ الإِيمَانَ لَيَأْرِزُ إِلَى المَدِينَةِ" (٤) كذا لأكثرهم - بكسر الراء - في هذِه الأصول وغيرها، وكذا قيده الأصيلي بخطه، وزادني أبو الحسين بن سراج (٥): "لَيَأرُزُ" بضم الراء، وقيده بعضهم عن كتاب القابسي بفتح الراء، وحُكي عنه أنه هكذا سمعه من المروزي، ومعناه: ينضم ويجتمع، وقيل: يرجع، كما جاء في الحديث: "ليَعُودَنَّ كُلُّ إِيمَانٍ إلى الْمَدِينَةِ" (٦)


(١) مسلم (٢٨٩٦) من حديث أبي هريرة.
(٢) مسلم (٢٩١٣) من حديث جابر.
(٣) رواه أبو داود (١٩١٩)، والترمذي (٨٨٣)، والنسائي ٥/ ٢٥٥، وفي "الكبرى" ٢/ ٤٢٤ (٤٠١٠)، وابن ماجه (٣٠١١)، وأحمد ٤/ ١٣٧ من حديث ابن مِرْبَعٍ الأنصاري، ولفظه: "كُونُوا عَلَى مَشَاعِرِكمْ فَإِنَّكُمْ عَلَى إِرْثٍ مِنْ إِرْثِ إِبْرَاهِيمَ". والحديث صححه ابن خزيمة ٤/ ٢٥٥ (٢٨١٩)، والحاكم ١/ ٤٦٢، والألباني في "صحيح أبي داود" (١٦٧٥).
(٤) البخاري (١٨٧٦)، مسلم (١٤٧) من حديث أبي هريرة.
(٥) ابن سراج بن عبد الله، الإِمام أبو الحسين ابن العلامة اللغوي أبي مروان، النحوي اللغوي الأخباري الأديب الشاعر، كان عالم الأندلس في وقته، روى عنه القاضي عياض وغيره، توفي سنة ثمان وخمسمائة. انظر ترجمته في: "الصلة" ١/ ٢٢٧ (٥١٩)، "معجم الأدباء" ٣/ ٣٥٩ (٤٣٧)، "سير أعلام النبلاء" ٣٥/ ١٥٩، "الوافي بالوفيات" ١٥/ ١٢٨.
(٦) رواه الحاكم ٤/ ٤٥١، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذِه السياقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>