للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذبح إذا كان بغير شفرةٍ حديد محتز خيف عليه ذلك.

قال: وقد يكون: "أو أَرِنْ" على مثال: أَطِعْ، أي: أهلكها ذبحًا، من قولهم: أران القوم: إذا هلكت مواشيهم.

قال: ويكون: "ارْن" على وزن: ارْمِ، بمعنى: أدم الحزَّ ولا تفتر، من رَنَوْتُ (١) إذا أدمت النظر (٢). وتكون: "أَرْني" بمعنى: هات. قال بعضهم: ويكون: "أَرِني": سيلان الدم، ثم اختلس حركة الراء فجاء منه: "أَرْني".

قُلْتُ: وقد أفادني بعض من لقيته من أهل الاعتناء بهذا الباب، أنه وقع على أصل اللفظة وصحيحها في كتاب "مسند علي بن عبد العزيز" (٣) وفيه: "فقال: أَرْنَى (٤) - أَوْ أَعْجَل - بمَا أَنْهَرَ الدَّمَ" - وهما أفعل التي للمفاضلة - كأن الراوي شك في أيّ اللفظين قالَ - عليه السلام - منهما، وأن مقصده


(١) في (س): (دنوت) بالدال.
(٢) انظر كلام الخطابي في "غريب الحديث" ١/ ٣٨٦، "معالم السنن" ٤/ ٢٥٨، "أعلام الحديث" ٢/ ١٢٥٥ - ١٢٥٦.
(٣) هو الإِمام، الحافظ، أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور، البغوي، نزيل مكة، سمع أبا نعيم وأحمد بن يونس والقعنبي وطبقتهم. جمع وصنف "المسند الكبير"، وأخذ القراءات عن أبي عبيد وغيره، وحدث عنه خلق كثير، وكان حسن الحديث، قال الدارقطني: ثقة مأمون. وقال ابن أبي حاتم: كان صدوقًا. مات سنة ست وثمانين ومائتين. وقيل: سنة سبع. انظر: "الجرح والتعديل" ٦/ ١٩٦، "سير أعلام النبلاء" ١٣/ ٣٤٨، "شذرات الذهب" ٢/ ١٩٣.
(٤) كذا في نسخنا الخطية، لكن وقع في "المشارق" ١/ ٨٥: "أدنى". بينما نقله الحافظ في "الفتح" ٩٠/ ٦٣٩ عن القاضي عياض بما يوافق ما في نسخنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>