للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمر الأول

النظر في عقيدته

(١) قال ابنُ الجوزي في عبْد بن أحمد أبي ذر الهروي في "المنتظم" (٧/ ١٩٤): "كان من الأشاعرة المبغضين، وهو أول من أدخل الحرمَ مذهبَ الأشعري، ولا يُقبلُ جرحُه لحنبلي يَعتقدُ كُفْرَهُ".

فقال الشيخ المعلمي في ترجمة أبي ذر من "التنكيل" (ص ١٥٠):

أقول: قال ابنُ الجوزي نفسُه في ترجمة أبي ذر من "المنتظم" نفسه (٨/ ١١٥): "كان ثقةً ضابطًا فاضلا ... وقيل: إنه كان يَميلُ إلى مذهب الأشعري" ويظهر من هذه العبارة الأخيرة أن المَيْلَ لم يَثبتْ، فإن ثبت فما مقداره؟ وقد كان ابن الجوزي نفسه مائلا، بل يوجد في كلامه وكلام كثير من الحنابلة ما هو أبعد عن قول أحمد والأئمة من كلام الأشعري وأصحابه.

هكذا قاله أعرفُ الناس بهم، وهو رجل منهم (١) كما تقدم في ترجمة الخطيب.

هَبْ أن أبا ذر كان أشعريًّا فما تفصيل ذلك؟ والنقل عن الأشعري مختلف وأصحابه مختلفون، وعلى كل حال فلا يكفرون الحنابلة، نعم قد يبدعونهم، ولكن عقلاءهم -ولاسيما العارفين بالرواية منهم كالبيهقي- لا يرون ذلك موهنًا للرواية، ولا مُسَوَّغًا للبغض والعداوة.


(١) هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، سيأتي كلامه قريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>