وأبو حاتم وأبو زرعة رازيان، كأنهما لقياه في رحلتهما، فسمعا منه، فتزَيَّنَ لهما كما تقدم، فأَحْسَنَا به الظنَّ.
وقد ضعفه مِمَّنْ جاء بعد ذلك: الدارقطني، وابنُ عدي؛ لأنهما اعتبرا أحاديثه ... ، وهو تالفٌ على كُلِّ حالٍ". اهـ.
[٨ - تقديم رأي أهل عصر الراوي علي رأي من بعدهم]
• في ترجمة: الحارث بن عمير البصري نزيل مكة (٦٨):
قال الكوثري: مختلف فيه، والجرح مقدم، قال الذهبي "الميزان": وما أراه إلا بَيِّنَ الضعف، فإن ابنَ حبان قال في "الضعفاء": روى عن الأثْبات والموضوعات. وقال الحاكم: روى عن حميد وجعفر الصادق أحاديثَ موضوعة. وفي "تهذيب التهذيب": قال الأزدي: منكر الحديث. ونقل ابن الجوزي عن ابن خزيمة أنه قال: الحارث بن عمير كذاب.
فقال الشيخ المعلمي:
"الحارث بن عمير وثقه أهل عصره والكبار، قال أبو حاتم عن سليمان بن حرب:"كان حماد بن زيد يقدم الحارث بن عمير ويُثني عليه"، زاد غيره:"ونظر إليه مرة, فقال: هذا من ثقات أصحاب أيوب"، وروى عنه عبد الرحمن بن مهدي، وقد قال الأثرم عن أحمد:"إذا حدث عبد الرحمن عن رجل فهو حجة"، وقال ابن معين والعجلي وأبو حاتم وأبو زرعة والنسائي والدارقطني:"ثقة" زاد أبو زرعة: "رجل صالح" وفي "اللآلي المصنوعة"(ص ١١٨ - ١١٩) عن الحافظ ابن حجر في ذكر الحارث: "استشهد به البخاري في "صحيحه"، وروى عنه من الأئمة: عبد الرحمن بن مهدي وسفيان بن عيينة، واحتج به أصحاب السنن"، وفيها بعد ذلك:"قال الحافظ ابن حجر في أماليه: ... أثنى عليه حماد بن زيد ... وأخرج له البخاري تعليقًا ... ".