للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٥٤] الخليل بن مُرّة الضُّبعي البصري وقع إلى الشام، ونزل الرقة:

"الفوائد" (ص ٣٠٤): "صالح متعبد فمن ثم أثنى بعضهم عليه، فأما في الحديث، فقد قال البخاري: "منكر الحديث" وقال أيضًا: "فيه نظر" وهاتان من أشد صيغ الجرح عند البخاري. وقال أبو الوليد الطيالسي: "ضال مضل" (١).


= ويدل على هذا حال خليفة في الحديث عند سائر الأئمة, فقد سبق أن أبا زرعة امتنع عن قراءة حديثه وترك الرواية عنه.
وقال ابن الجنيد عن ابن معين: "ابن أي سمينة, وشباب، وعبيد الله بن معاذ العنبري، ليسوا أصحاب حديث، ليسوا بشي". "سؤالات ابن الجنيد" (٧١).
وقال الحسن بن يحيى الرُّزي عن علي بن المديني: "في دار عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، وشباب ابن خياط؛ شجرٌ يَحْمِلُ الحديث". وهذه العبارة تقتضي الجرح بلا شك، فقد قرن ابن المديني بينهما، وعبد الرحمن هذا كذبه أبو حاتم، ورماه الدارقطني بالوضع انظر: "اللسان" (٤/ ٤١٧) رقم (٥٠٩٩ - طبعة الفاروق).
ولم يخرج لخليفة أحدٌ من أصحاب الكتب الستة سوى البخاري، فإنه أخرج له مواضع قليلة، مقرونًا أو تحليقًا أو بلفظ: "قال لي خليفة". ونقل الترمذي عنه قوله: "مقارب الحديث" وهذا وذاك إنما يدل أنه عنده صدوق في الأصل، إلا أنه لم يحتج به في شيء من الصحيح.
وخليفة إنما مَشَّاهُ ابن عدي وابن حبان، وحملوا أحاديثه على الاستقامة.
والصواب في شأنه ما قاله أئمة النقد من المتقدمين، فقد رأوه وخبروا أمره، ووَهنوه في الحديث، مع الاعتراف له بعلم التاريخ وطبقات الناس وأنسابهم، وقد جعل الله لكل شيء قدرًا، والله تعالى ولي التوفيق.
(١) وقال ابن معين والنسائي: ضعيف.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث، هو شيخ صالح، بابة بكر بن خنيس، وإسماعيل بن رافع.
وقال أبو زرعة: شيخ صالح.
وقال ابن حبان في المجروحن: "منكر الحديث عن المشاهير، كثير الرواية عن المجاهيل".
وقال ابن عدي -وذكر له جملة من المناكير-: للخليل أحاديث غرائب، وقد حدث عنه الليث وأهل الفضل ولم أر في حديثه حديثا منكرًا قد جاوز الحدَّ، وهو في جملة من يكتب حديثه، وليس هو متروك الحديث.=

<<  <  ج: ص:  >  >>