للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وراوي هذا الحديث عنه [حديث: "ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، أعظمها فرقة قوم يقيسون الأمور برأيهم، فيحرمون الحلال ويحللون الحرام"] ثقة، وهو الذي أخبر بأنه أختلط (١)، فقد يقال: لو علم أنه اختلط اختلاطًا شديدًا، وكان إنما سمع منه هذا الحديث عند اختلاطه، لكان الظاهر أن لا يرويه عنه إلا مقرونًا ببيان أنه إنما سمعه منه بعد الاختلاط" (٢). اهـ.

وقال في "الأنوار الكاشفة" (ص ١١٣): "لا بأس به".

[[٣٨٨] عبد الله بن الحارث بن عبد الملك القرشي المخزومي، أبو محمد المكي]

"التنكيل": (٢/ ١٧١) روى زيد بن الحباب، عن سيف بن سليمان المخزومي، عن قيس بن سعد، عن عمرو بن دينار عن ابن عباس: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قضى بيمين وشاهد" رواه مسلم.

قال المعلمي: "زعم بعضهم -يعني من الأحناف- في حديث مسلم: "قضى بيمين وشاهد" أن المعنى قضى بيمين حيث لا شاهدين، وقضى بشاهد حيث وجد الشهود، والمراد بـ "شاهد" الجنس، وهذا التأويل كما ترى (!)

أولًا: لأنه خلاف الظاهر.

ثانيًا: لأنه يجعل الكلام لا فائدة له، قإنه لا يخفى على أحدٍ أنه يقضى باليمين حيث لا بينّة، ويقضى بالشاهدين حيث وُجدا.

ثالثًا: حمل "شاهد" على الجنس ثم إخراج الواحد منه لا يخفى حاله.

رابعًا: هذا اللفظ رواية زيد بن الحباب عن سيف، وقد رواه عبد الله بن الحارث ابن عبد الملك المخزومي عن سيف، فقال: "قضى باليمين مع الشاهد". رواه


(١) هو هلال بن العلاء الرقي، قال: ذهب بصره سنة ست عشرة ومئتن، وتغيَّر يسنة ثماني عشرة ومئتين، ومات سنة عشرين ومائتين. "تهذيب الكمال" (١٤/ ٣٧٨).
(٢) انظر ترجمة نعيم بن حماد من هذا الكتاب مع التعليق على هذا الموضع هناك.

<<  <  ج: ص:  >  >>