للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال الشيخ المعلمي في "الحاشية": "هذا لا ينفي الجهالة؛ فإنه من قاعدة ابن حبان: أن يذكر المجهولين في ثقاته بشرطٍ قرّره، ومع ذلك لا يفي به. فإن من شرطه أن لا يروي الرجل منكرًا، وهذا قد روى هذا المنكر، بل قال البخاري: "منكر الحديث". اهـ.

[[٢٤٤] خالد بن مخلد القطواني أبو الهيثم البجلي مولاهم الكوفي]

في "الأنوار الكاشفة" (ص ١٩٣ - ١٩٤) حديث خالد: حدثنا سليمان بن بلال حدثني شريك بن عبد الله بن أبى نمر عن عطاء عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه .. " رواه البخاري (١).

قال الشيخ المعلمي: هذا الخبر نظر فيه الذهبي في ترجمة خالد بن مخلد من "الميزان" (٢)، وابن حجر في "الفتح" (١١/ ٢٩٢)؛ لأنه لم يرو عن أبي هريرة إلا بهذا السند الواحد.

ومثل هذا التفرد (٣) يريب في صحة الحديث، مع أن خالدًا له مناكير (٤) وشريكًا فيه مقال (٥).

وقد جاء الحديث بأسانيد فيها ضعف من حديث علي ومعاذ وحذيفة وعائشة وابن عباس وأنس، فقد يكون وقع خطأ لخالد أو شريك سمع المتن من بعض تلك


(١) "الفتح" (١١/ ٣٤٠)، رقم (٦٥٠٢).
(٢) (١/ ٦٤٠) قال الذهبي: "فهذا حديث غريب جدًّا، لولا هيبة الجامع الصحيح لعدُّوه في منكرات خالد بن مخلد؛ وذلك لغرابة لفظه؛ ولأنه مما ينفرد به شريك، وليس بالحافظ، ولم يُرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد، ولا خرّجه مَنْ عدا البخاري".
(٣) يعني التفرد عن مثل أبي هريرة -رضي الله عنه-، مع كثرة الآخذين عنه فإن له أصحابًا معروفين به، يبعد أن يغيب عنهم مثل هذا الحديث، وكذا من دون أبي هريرة فإنهم مشهورون.
(٤) قاله أحمد.
(٥) قال الحافظ بن حجر في "الفتح": " .. ومع ذلك فشريك فيه مقال أيضًا، وهو راوي حديث المعراج الذي زاد فيه ونقص، وقدَّم وأخَّر، وتفرد فيه بأشياء لم يتابع عليها".

<<  <  ج: ص:  >  >>