للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - إطلاق التفرد لا ينفي وجود طرق أخري واهية أو غير محفوظة.

• في "الفوائد المجموعة" (ص ٢٦٥):

حديث: "لا تظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك"، له طرق واهية (١)، ورواه الترمذي (٢٥٠٦) من طريق أمية بن القاسم، عن حفص بن غياث، وقال: "حسن غريب".

فقال الشيخ المعلمي:

"ذكروا أن الصواب: "القاسم بن أمية".

ذكر الرازيان أنه صدوق، وقال ابن حبان: يروي عن حفص بن غياث المناكير الكثيرة، ثم ساق له هذا الحديث، وقال: لا أصل له من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-.

قال ابن حجر: شهادةُ أبي زرعة وأبي حاتم أنه صدوقٌ أَوْلَى.

أقول: بل الصواب تتبعُ أحاديثه فإن وُجد الأمرُ كما قال ابنُ حبان ترجَّحَ قولُه، وبان أن هذا الرجل تغيرت حاله بعد أن لقيه الرازيان، وإلا فكونه صدوقًا لا يدفع عنه الوهم، وقد تفرد بهذا (٢).

وفي "اللآلىء" أنه قد رُوي عن السري بن عاصم، وعن فهد بن حيان، كُلٌّ منهما عن حفص بن غياث، كما قال عبد الرحمن (٣).

أقول: لم يُبين السند إليهما، والسري يسرق الحديث، فهذا من ذاك.

وفهد واهٍ متروك، إما أن يكون درقه، وإما أُدخل عليه (٤).


(١) ولم يمنع هذا إطلاق التفرد الآتي.
(٢) يعني ممن يُعْتَدُّ به.
(٣) كذا والصواب: "كما قال القاسم بن أمية".
(٤) ورواه عن حفص أيضًا: عمر بن إسماعيل بن مجالد، وهو كذاب، رواه من طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (١٤/ ٢٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>