للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأسرف ابن الجوزي فذكر هذا الحديث في "الموضوعات"، وكأنه أقدم عليه لما رآه مباينًا للحال التي مات عليها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لأنه كان مكفيًا. قال البيهقي: "ووجهه عندي أنه سأل حال المسكنة التي يرجع معناها إلى الإخبات والتواضع". انتهى (١).

[قال المعلمي: "لم يكن -صلى الله عليه وسلم- مسكينًا قط بالمعنى الحقيقي، أما في صغره فقد ورث من أبويه أشياء، ثم كفله جده وعمه، ثم لما كبر أخذ يتجر، ويكسب المعدوم، ويعين على نوائب الحق كما وصفته خديجة -رضي الله عنها-، وقد امتن الله عليه بقوله {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى} والعائل المقل، لم يكن ليسأل الله تعالى أن يزيل عنه هذه النعمة التي امتن بها عليه.

أما ما كان يتفق من جوعه وجوع أهل بيته بالمدينة فلم يكن ذلك مَسْكنة، بل كان يجيئه المال الكثير فينفقه في وجوه الخير منتظرًا مجيء غيره، فقد يتأخر مجيء الآخر وليس هذا من المسكنة"]. اهـ.

[الحديث الثالث عشر]

(ص ٢٤٣): "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله".

قال الشوكاني:

رواه ابن عرفة عن أبي سعيد مرفوعًا. في إسناده: محمد بن كثير الكوفي، وهو ضعيف جدًّا (٢).


(١) الحديث صححه الألباني في "الصحيحة" (٣٠٨) من وجه آخر عن أبي سعيد الخدري، واستوعب طرق الحديث في "الإرواء" (٨٦١) وصححه.
وقال ابن تيمية عن الحديث جملة: "ضعيف لا يثبت".
انظر: "مجموع الفتاوى" (١٨/ ٣٨٢)، وانظر أيضًا: (١٧/ ١٣٠) (١٨/ ٣٢٦).
(٢) أخرجه: الطبراني في "الأوسط" (٧٨٤٣)، وأبو الحسين الصيداوي في "معجم الشيوخ" (١٩١)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>