للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١ - انتقاله إلى "عسير" فرارًا من بطش الرافضة:

لما استحكمت قبضة الرافضة على اليمن، خرج الشيخ منها، وذلك سنة (١٣٣٦ هـ) متوجهًا إلى "عسير" وهي مدينة بين الحجاز واليمن، وقد عبّر الشيخ عما كان يلقاه أهل السنة على يديِّ هؤلاء الروافض، فقال في قصيدته:

هُم أخذوا الأحرار منّا رهائنًا ... وهُم أخذوا الأموال قهرًا بلا عقد

هُم ظلمونا واستباحوا محارمًا ... وأصبح منا اللَّيث يخضع للقردِ

فهم عاملونا بالقساوة غلظة .... وهم كفّرُونا إن وقفنا على الرشدِ

[١٢ - رئاسة المعلمي لقضاء "عسير" وتلقيبه بـ "شيخ الإسلام"]

مكث الشيخ رحمه الله في "عسير" دارسًا ومدرسًا ومحاسبًا في الجمارك، ثم قاضيًا فرئيسًا للقضاء.

وقد كان أمير "عسير" حينئذٍ: محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن إدريس المعروف بـ: الإدريسي (١)، المولود: (١٢٩٣ هـ)، والمتوفي: (١٣٤١ هـ).

لقّب الإدريسيُّ شيخنا بـ: شيخ الإسلام؛ لما رآه من ورعه وزهده وعلمه وثقته وأمانته، وصار يعتمد عليه في تدريس الطلبة، والجواب عن بعض المهمات، وحلِّ بعض المسائل القضائية المشكلة، وكتمان بعض الكتابات السرية، وجعله: "نائب


(١) وصفه المعلمي في وصيته التي كتبها لمَّا انتقل من بلده إلى عسير بقوله: "أمير المؤمنين السيد الإمام، محي علوم الشريعة ومجددها، وسميت رسوم البدع الشنيعة ومبددها".
وقد كان المعلمي درس على الإدريسي بعض الفنون، ولا سيما النحو، وقد جمع ما ألقاه الإدريسي من دروس في النحو في كتاب سماه المعلمي: "الأمالي النحوية" أفاد ذلك الزيادي في مقدمة "عمارة القبور" (ص ٢٦ - ٢٧، ٣٤).
وللإدريسي ترجمة في "الأعلام" للزركلي (٦/ ٢٠٣)، وانظر مصادر ترجمته الأخرى في المقدمة المشار إليه آنفًا (ص ١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>