للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحديث السابع]

(ص ٢١٤): "إن لقيتم عشارًا فاقتلوه".

قال الشوكاني:

هو موضوع. قال في اللآلىء: أخرجه أحمد، وفيه ابن لهيعة ذاهب الحديث، وقال في الوجيز: في إسناده مجاهيل، وأخرجه البخاري في تاريخه، والطبراني، وابن لهيعة أخرج له مسلم.

[قال المعلمي: "هذا إطلاق منكر، إنما وقع لمسلم في إسناد خبرين عن ابن وهب: "أخبرني عمرو بن الحارث، وابن لهيعة" سمع مسلم الخبر هكذا، فحكاه على وجهه , واعتماده على عمرو بن الحارث فإنه ثقة ويقع للبخاري والنسائي نحو هذا، فيكنيان عن ابن لهيعة، يقول البخاري: "وآخر" ويقول النسائي: "وذكر آخر"، ورأى مسلم أنه لا موجب للكناية، مع أن ابن لهيعة لم يكن يتعمد الكذب، ولكن كان يدلس، ثم احترقت كتبه، وصار من أراد جمع أحاديث على أنها من رواية ابن لهيعة، فيقرأ عليه، وقد يكون فيها ما ليس من حديثه، وما هو في الأصل من حديثه، لكن وقع فيه تغيير، فيقرأ ذلك عليه ولا يرد من ذلك شيئًا، ويذهبون يروون عنه، وقد عوتب في ذلك، فقال: "ما أصنع؟ يجيئونني بكتاب، فيقولون: هذا من حديثك فأحدثهم".

نعم، إذا كان الراوي عنه: ابن المبارك أو ابن وهب، وصرح مع ذلك بالسماع، فهو صالح في الجملة, وليس هذا من ذاك، فأما ما كان من رواية غيرهما، ولم يصرح فيه بالسماع، وكان منكرًا، فلا يمتنع الحكم بوضعه"].

قال الشوكاني:

وسائر رجاله معروفون. قال السيوطي: والصواب أنه حسن (١).


(١) أخرجه: أحمد في "مسنده" (٤/ ٢٣٤)، والطبراني في "الكبير" (١٩/ ٣٠١)، والبخاري في "التاريخ" (٧/ ٣٠٢). =

<<  <  ج: ص:  >  >>