أقول: عبارة النسائي: "متروك الحديث"، وقال أبو داود:"ضعيف"، وقال صالح ابن محمد:"تركوا حديثه"، وحكى ابن شاهين في "الضعفاء" أن ابن معين قال: "كان كذابا"، وقد أجمل بعضهم القولَ فيه". اهـ.
١٤ - قولهم: كان عسرًا في الرواية:
في ترجمة الحسن بن علي بن محمد أبي علي ابن المذهب التميمي راوي كتابي "المسند" و"الزهد" لأحمد بن حنبل رقم (٧٨) من "التنكيل".
أجاب الشيخ المعلمي عما ذكره الخطيب في ترجمة ابن المذهب من "تاريخ بغداد" بما حاصله: أن الكلام فيه وفي شيخه أبي بكر بن مالك القطيعي لا يقتضي أدنى خدش في صحة "المسند" و"الزهد"، وأنه وإن قال فيه الخطيب: "ليس بمحل للحجة" إلا أنه كان عنده صدوقا؛ فقد اعتمد عليه في رواية هذه الكتب، وسمع منه، وروى عنه، وأنه لم يعتد بما قاله في حقه مسقطا للرواية البتة.
ثم قال الشيخ المعلمي جوابا عما قيل إن ابن المذهب أَلْحَق سماعه في بعض أجزائه:
" ... قال شجاع الذهلي: كان شيخًا عسرًا في الرواية، وسمع الكثير، ولم يكن ممن يعتمد عليه في الرواية، كأنه خلط في شيء من سماعه.
وقال السلفي: كان مع عسره متكلمًا فيه ....
والعَسِرُ في الرواية هو الذي يمتنع من تحديث الناس إلا بعد الجهد، وهذه الصفة تنافي التَّزَيُّدَ ودعوى سماع ما لم يسمع، إنما يدعي سماعَ ما لم يسمعْ من له شهوة شديدة في ازدحام الناس عليه وتكاثرهم حوله، ومن كان هكذا كان من شأنه أن يتعرض للناس، يدعوهم إلى السماع منه ويرغبهم في ذلك، فأما من يأبى التحديث بما سمع إلا بعد جهد، فأي داعٍ له إلى التزيد؟ ". اهـ.