• وفي ترجمة: هشام بن عروة بن الزبير بن العوام (٢٦١):
قال:"أما الوهم، فإذا كان يسيرًا يقع مثلُه لمالك وشعبة وكبار الثقات، فلا يستحق أن يُسمى خللًا في الضبط, ولا ينبغي أن يُسمى تغيرًا، غاية الأمر أنه رجع عن الكمال الفائق المعروف لمالك وشعبة وكبار الثقات، ولم يذكروا في ترجمته شيئًا نُسب فيه إلى الوهم إلا ما وقع له مرة في حديث أم زرع، والحديث في (الصحيحين) وغيرهما عنه عن أبيه عن عائشة قالت: "جلس إحدى عشرة امرأة ... " فساقت القصة بطولها وفيها ذكر أم زرع، وفي آخره: "قالت عائشة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كنت لك كأبي زرع لأم زرع".
وهذا السياق صحيح اتفاقًا، ولكن رواه هشام مرة أخرى فرفع القصة كلها، وقد توبع على ذلك كما في (الفتح) ولكن الأول أرجح، واستدل بعضهم على رفع القصة كلها بأن المرفوع اتفاقًا وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: "كنت لك كأبي زرع لأم زرع" مبني على القصة، فلا بد أن يكون -صلى الله عليه وسلم- بدأ فذكر القصة، ثم بَنى عليها تلك الكلمة، أو بدأ بتلك الكلمة فسألته عائشة فذكر القصة.
وأُجيب باحتمال أن تكون القصة كانت مما يحكيه العرب، وكان -صلى الله عليه وسلم- قد سمعهم يحكونها، وعلم أن عائشة قد سمعتها فبنى عليها تلك الكلمة.
وعلى كُلِّ حالٍ فهذا وهمٌ يسيرٌ قد رجع عنه هشام". اهـ.
٢٤ - رفع الحرج عن الجارح إذا جرح بما يستوجب حدًّا في غير التجريح كالوصف بالزنا ونحوه:
• في ترجمة: صالح بن محمد التميمي الحافظ (١١٠):
قال المعلمي:
"نص جماعة من أهل العلم على أن قاصد الجرح إذا قال في المسئول عنه: "هو زان" لم يكن قذفًا محرمًا، وإنما هو شهادةٌ وجب عليه أداؤها". اهـ.