للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسنادا ممن هم في طبقة شيوخ هذا الرجل، وقد قال مسلمة بن قاسم: "ثقة صدوق"، وقال ابن حبان في "الثقات": "كان صاحب حديث"، فدل هذا أنه قد عرفه حَقَّ معرفته، وقد قدمنا في ترجمة ابن حبان أن مثل هذا من توثيقه توثيق مقبول، بل قد يكون أثبت من توثيق كثير من الأئمة؛ لأن ابن حبان كثيرا ما يتعنت في الذين يعرفهم، ولم يغمزه أحد". اهـ.

[١٨ - عدم التزام الشيخ بمذهب معين في الفقه]

• في ترجمة: أحمد بن كامل القاضي من "التنكيل" (٢٩):

قال الدارقطني (١): "أهلكه العجب؛ فإنه كان يختار، ولا يضع لأحد من الأئمة أصلًا. فقال له الإسماعيلي: كان جريري المذهب؟ فقال: بل خالفه، واختار لنفسه، وأملى كتابًا في السنن، وتكلم على الأخبار".

فقال الشيخ المعلمي:

"فحاصل هذا أنه لم يلتزم مذهبَ إمامٍ معينٍ، بل كان ينظر في الحُجج، ثم يختار قولَ من رجح قولُه عنده.

أقول: وهذا ليس بجرح، بل هو بالمدح أولى، وقد قال الخطيب:

"كان من العلماء بأيام الناس، والأحكام، وعلوم القرآن، والنحو، والشعر، وتواريخ أصحاب الحديث، قال ابن رزقويه: لم تر عيناي مثله".

أقول: فيحق له أن ينشد:

إن أكن معجبًا فعجب عجيب لم يجد فوق نفسه من مزيد". اهـ.

* * *


(١) "تاريخ بغداد" (٤/ ٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>