للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحاصله أن الظاهرَ المتبادر من هذه الكلمة: الجرح، فلا يُعدل عنه إلا بحجة، فلما كان ابن معين قد وثق ثعلبة، ولم يقدح فيه غيره، وثعلبة قليل الحديث جدًّا، تبين أن مراد ابن معين بتلك الكلمة لو ثبتت: قلة الحديث.

وأبو العطوف لم يوثقه ابن معين ولا غيره، بل أوسعوه جرحًا، وحديثه غير قليل، فقد ذكر له الأستاذ خمسة، وفي "لسان الميزان" ثلاثة أخرى، لو لم يكن له غيرها، لمَا كانت من القِلَّة بحيث يصح أن يقال: إنها ليست بشيء، ولولا أنهم تركوه ولم يكتبوا حديثه لوجدنا له غير ما ذُكر، ولعله لولا أن جامعي المسانيد السبعة عشر علموا أن أبا العطوف تالف، لوجدنا له في تلك المسانيد عشرات الأحاديث، فمن الواضح أن قول ابن معين في أبي العطوف: "ليس بشيء" إنما محملها الجرح الشديد، فمحاولة الأستاذ أن يعكس القضية قلب للحقائق". اهـ.

[٦ - قول أبي حاتم: "يكتب حديثه ولا يحتج به"]

• قاله أبو حاتم في هياج بن بسطام (١).

فقال الشيخ المعلمي:

"هذه الكلمة يقولها أبو حاتم فيمن هو عنده صدوق، ليس بحافظ يحدث بما لا يتقن حفظه، فيغلط ويضطرب، كما صرح بذلك في ترجمه إبراهيم بن المهاجر (٢) ". اهـ.

[٧ - الإلماح إلى الفرق بين "يكتب حديثه" و"هو في عداد من يكتب حديثه"]

• ترجم الشيخ المعلمي في الفوائد (ص ٢١٣) لإبراهيم بن يزيد الخوزي فقال:

"هالك، قال أحمد والنسائي وابن الجنيد: "متروك الحديث"، وقال ابن معين: "ليس بثقة وليس بشيء"، وقال أبو زرعة وأبو حاتم والدارقطني: "منكر الحديث"، وقال البخاري: "سكتوا عنه"، وهذه من أشد صيغ الجرح عند البخاري.


(١) الجرح (٩/ ١١٢).
(٢) الجرح (٢/ ١٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>