للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وممن قال ابن معين فيه: "ليس بشيء": أبو العطوف الجراح بن المنهال، فنظرنا في حاله، فإذا له أحاديثُ غيرُ قليلة، ولم يوثقْه أحدٌ، بل جرحوه.

قال ابن المديني: "لا يكتب حديث"، وقال البخاري ومسلم: "منكر الحديث"، وقال النسائي والدارقطني: "متروك"، وقال أبو حاتم والدولابي الحنفي: "متروك الحديث، ذاهب، لا يكتب حديثه"، وقال النسائي في "التمييز": "ليس بثقة، ولا يكتب حديثه"، وذكره البرقي فيمن اتهم بالكذب، وقال ابن حبان: "كان يكذب في الحديث، ويشرب الخمر ... ".

والكلام فيه أكثر من هذا، فعرفنا أن قول ابن معين فيه: "ليس بشيء" أراد بها الجرح، كما هو المعروف عند غيره في معناها". اهـ. (١).

• وفي ترجمة: الجراح بن المنهال أبي العطوف (٦٢):

"أما قول ابن معين "ليس بشيء" فلا ريب أنه يقولها في الراوي بمعنى قلة ما رواه جدًّا، يعني أنه لم يُسند من الحديث ما يُشتغل به، كما مرت الإشارة إليه في ترجمة ثعلبة، فأما أنه كثيرًا ما يقول هذا فيمن قل حديثه، فهذه مبالغة الأستاذ! وعلى ذلك فقد مضى تحقيق ذلك في ترجمة ثعلبة من "الطليعة".


(١) زاد المعلمي هنا: "فتدبر ما تقدم، ثم انظر حالَ الكوثري، إذ يبني على حكاية الأزدي عن ابن معين أنه قال في ثعلبة: "ليس بشيء"، ويعلم حالَ الأزدي، وأنه كان بعد ابن معين بمدة، ويعرف أن ابن معين قد يطلق تلك الكلمة لا على سبيل الجرح، وأن الحجة قائمة على أن هذا من ذاك، ومع ذلك كله يقول الكوثري في ثعلبة: "ضعيف".
وفي أبي العطوف يرى الكوثري جرحَ الأئمة له، وأن له أحاديث غير قليلة، وأن ذلك مبين أن قول ابن معين فيه: "ليس بشيء" إنا أراد بها الجرح، ولكن الكوثري يقول ص ١٢٩: "وقال ابن معين: ليس بشيء، وهو كثيرًا ما يقول هذا فيمن قل حديثه"!.
وعذر الكوثري أنه بحاجة إلى رد روايةٍ رواها ثعلبة، وإلى تقوية أبي العطوف، هكذا تكون الأمانة عند الكوثري! ". اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>