"أما ما حكاه الأستاذ عن الرازي، فليس الرازي ممن يُذكر في هذا الشأن حتى يتتبع الذهبي وغيره كلامه، فيسوغ أن يظن بالذهبي أنه وقف على كلمته وأعرض عنها لمخالفتها هواه، كما يتوهمه أو يوهمه الأستاذ! ". اهـ.
الفرع الثاني: هل يُقبل من الثقة في نفسه المتكلم في روايته -من جهة الغفلة وعدم الإتقان- ما لا تَعَلُّقَ له بالرواية؛ كرأيه في بعض الناس ونحو ذلك؟
• في ترجمة: قيس بن الربيع الأسدي الكوفي أبي محمد من "التنكيل"(١٨٢):
في "تاريخ بغداد" ١٣/ ٤٠٥ " ... سئل قيس بن الربيع عن أبي حنيفة فقال: من أجهل الناس بما كان وأعلمه بما لم يكن" ومن وجه آخر: "أنا من أعلم الناس به، كان أعلم الناس بما لم يكن وأجهلهم بما كان".
قال الكوثري ص ١٢٦:"تركه غير واحد، وكان ابنه يأخذ أحاديثَ الناس فيدخلها في كتابه، فيرويها أبوه قيس بسلامة باطن".
فقال الشيخ المعلمي:
"وثقه جماعة، منهم سفيان الثوري وشعبة، وأثنوا عليه بالعلم والفضل، وتكلموا في روايته، وليس ما هنا من روايته حتى ننظر فيها". اهـ. (١).
الفرع الثالث: هل نَقْلُ كلامِ الجرح والتعديل عن الرجل يقتضيم أنه عند الناقل ممن يُقبل منه ذلك؟
• في ترجمة: عبد الرحمن بن الحكم بن بشير بن سلمان منه (١٣٨):
قال الكوثري: ولم أر من وثقه.
(١) وقال الشيخ المعلمي في حاشية "الفوائد" (ص ٣٩٤): "أُدخلت عليه أحاديث، فحدث بها فسقط".