للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمزلق قال فيه جماعة من الذين أخذوا عنه وليسوا من أهل الجرح والتعديل (١): "كان ثقة" يريدون أنه كان صالحًا خيرًا فاضلًا.

أما الأئمة، فقال أبو زرعة: "ليس بالقوي".

أقول: وهو مقلّ جدًّا من الحديث، فإذا كان مع إقلاله ليس بالقوي، ومع ذلك تفرد بهذا عن ثابت عن أنس (فلا ينبغي وهنه) (٢).

وذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد" أنه حسنٌ، وهذا بالنظر إلى حال المزلق في نفسه، فأما إذا نظرنا إلى تفرده مع إقلاله، ومع قول أبي زرعة: "ليس بقوى" (٣) فلا أراه يستقيم الحكم بحسن، وإن كان معناه صحيحًا والله أعلم. اهـ.

• في ترجمة: زكريا بن يحيى الساجي من "التنكيل" (٩٤):

قال الكوثري ص ١٨: " ... نضال الذهبي عنه من تجاهل العارف ... قال أبو بكر الرازي بعد أن ساق حديثا بطريقه: انفرد به الساجي ولم يكن مأمونًا ... ".


(١) هم: أبو عبيدة عبد الواحد بن واصل الحَدَّاد، وأبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي -كما في "تهذيب الكمال" (٤/ ٢٠٤)، وجاء في "تهذيب التهذيب" (١/ ٤٢١) عن البزار في "مسنده" قال: حدثنا سهل بن بحر ثنا سعيد بن محمد الجرمي ثنا أبو بشر المزلق -وكان ثقة- عن ثابت فذكر حديثًا.
ولم يذكر المزي سعيدًا في الرواة عن بكر، وإنما يروي سعيد عن أبي عبيدة عبد الواحد بن واصل عن بكر عن ثابت، كما في "الجرح والتعديل" (٢/ ٣٨٣).
فأخشى أن يكون هناك سقط في إسناد البزار، والله أعلم.
والحداد والتبوذكي ثقتان باتفاق.
(٢) هكذا جاء في "الفوائد" وفي العبارة تحريف حتمًا، ومن المحتمل أن يكون الصواب: (فلا ينبغي إلا وهنه) أو (فالذي ينبغي وهنه) أو (فلا ينبغي دفع وهنه) أو نحو ذلك، ومقتضى هذه العبارة بعد تصويبها إثبات وهنِ الحديث من هذا الطريق أيضًا، بالإضافة إلى وهنه من الطرق الأخرى.
(٣) كذا في "الفوائد"، وسبق أن أبا زرعة قال: "ليس بالقوي" بالألف واللام، وهو موافق لما في "الجرح"، فالظاهر أن هذا الموضع سهو أو خطأ في الطبع، لأن المعلمي ممن يرى فرقًا بين العبارتين كما هو معلوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>