أقول: هذه الرواية منقطعة؛ لأن أبا حصين توفي قبل مولد وكيع أو بعده بقليل على اختلاف الروايات في ذلك.
فإن صحت، فهمز الحوت معناه أن يقال:"حؤت" بهمزة بدل الواو، وهي لغة، قد قرأ ابن كثير {بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} قالوا: "وكان أبو حيّة العميري يهمز كل واو ساكنة قبلها ضمة".
فكان أبا حصين ظن أن مراد الأعمش بقرأءة "الحؤت" مهموزًا إظهار أنه يعرف ما لا يعرف غيره، فقرأ بها أبو حصين إعلامًا بأنه يعرفها.
فأما القذف فلم يُرد به أبو حصين الإثبات، وإنما هو شتم جرّ إليه الغضب، ولم يلتفت أحدٌ من أئمة الحديث والفقه إلى هذه القصة، بل احتجوا بأبي حصين، وأطالوا الثناء عليه". اهـ.
[٥٠٠] عثمان بن أبي عاتكة سليمان الأزدي أبو حفص الدمشقي القاصّ:
في "الفوائد" (ص ٤٤٨) حديث: "إن الله يجلس يوم القيامة على القنطرة الوسطى بين الجنة والنار".
قال الشوكاني: رواه العقيلي عن أبي أمامة مرفوعًا، وفي إسناده عثمان بن أبي عاتكة ليس بشيء.
وقال السيوطي في "اللآلىء": روى له أبو داود، وابن ماجه، ونسبه دحيم إلى الصدق، وقال أحمد: لا بأس به، وقال النسائي: ضعيف.
فقال الشيخ المعلمي: "عثمان على كل حال ضعيف، كان قاصًّا يذكر في قصصه الأحاديث فيهِم ويغلط، وفي السند إليه هشام بن عمّار وهو ثقة، إلا أنه كان بأخرة يتلقن".