للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[٤٣٦] عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر الغساني أبو مسهر الدمشقي]

قال في ترجمته من "التنكيل" رقم (١٣٧): "إمام جليل من الشهداء في سبيل السنة، ومن فرائس الحنفية الجهمية لمخالفته لهم في الفقه والعقيدة، ولم يُجب بحمد الله تعالى -يعني في الفتنة-، ومن زعم أنه أجاب فقد صرح بأن ذلك بعد تحقق الإكراه.

قال ابن سعد (١): "أُشخص من دمشق إلى المأمون في المحنة فسُئل عن القرآن فقال: كلام الله، فدُعي له بالسيف ليُضرب عنقه، فلما رأى ذلك فقال: مخلوق. فأُمر بإشخاصه إلى بغداد، فحُبس بها، فلم يلبث إلا يسيرًا حتى مات".

وقال أبو داود (٢): "كان من ثقات الناس، لقد كان من الإسلام بمكان، حُمل على المحنة فأبى، وحُمل على السيف فمدّ رأسه، وجُرِّد السيف فأبى أن يجيب، فلما رأوا ذلك منه حُمل إلى السجن فمات".

وأبو داود أثبت من عددٍ مثلِ ابن سعد، والظاهر أنه لم يحضر الوقعة واحد منهما، ولكن بعض الحاضرين لها من الجهمية أخبر بما ذكر ابن سعد، وبعض الحاضرين من أهل السنة أخبر بما ذكر أبو داود.

والمشدِّد على الذين أجابوا في المحنة هو الإمام أحمد، ومع ذلك لم يقل لا تقبل روايتهم، وإنما كره الكتابة عنهم. وقد سلف بيان الوجه في ذلك في ترجمة: إسماعيل ابن إبراهيم بن معمر، ثم الظاهر أن ذاك خاص بمن أجاب قبل تحقق الإكراه.

فأما أبو مسهر فإن كان أجاب فبعد تحقق الإكراه وقد أثنى عليه بعد موته الإمام أحمد نفسه قال أبو داود: "سمعت أحمد يقول: رحم الله أبا مسهر ما كان أثبته" (٣). اهـ.


(١) "طبقاته" (٧/ ٤٧٣).
(٢) "تاريخ بغداد" (١١/ ٧٤).
(٣) "تاريخ بغداد" (١١/ ٧٣) وتمامه: "وجعل يُطْريه".
وقال أبو زرعة الدمشقي "تاريخه" (٣٨٤): "قال لي أحمد بن حنبل: كان عندكم ثلاثة أصحابُ حديثٍ: مروان، والوليد، وأبو مسهر. وقال أبو الحسن الميموني: وذكر يومًا - يعني: أحمد بن حنبل =

<<  <  ج: ص:  >  >>