ولم يتكلم فيه أحد من المتقدمين، والعدالة تثبت بأقل من هذا، ومن ثبتت عدالته لم يقبل فيه الجرح إلا بحجة وبينة واضحة كما سلف في القواعد.
فلننظر في المتكلمن فيه وكلامهم ... ". اهـ.
٩ - الاستفادة من معرفة ما نُسب إليه بعضُ أئمة الجرح والتعديل من الميل إلى بعض البدع، والاستعانة بذلك في توجيه انفراد أحدهم بالحمل على من نُسب لضد تلك البدعة، ولم يحمل عليه أحد غيره:
• في ترجمة: سليمان بن عبد الحميد البهراني من "التنكيل" (١٠٥):
قال الكوثري: "مختلف فيه، يقول النسائي عنه: كذاب ليس بثقة".
فقال الشيخ المعلمي:
"قد أحسن الأستاذ بقوله: "مختلف فيه" فإن سليمان هذا وثقه مسلمة، وقال ابن أبي حاتم:"هو صديق أبي، كتب عنه، وسمعت منه بحمص، وهو صدوق" وروى عنه أبو داود، وهو لا يروي إلا عن ثقة عنده, كما مر في ترجمة أحمد بن سعد بن أبي مريم، وذكره ابن حبان في (الثقات) وقال: "كان ممن يحفظ الحديث ويتنصب".
والنسائي: نُسب إلى طرفٍ من التشيع، وهو ضد التنصب، فلعله سمع سليمان يحكي بعض الكلمات الباطلة التي كان يتناقلها أهل الشام في تلك البدعة التي كانت رائجة عندهم، وهي النصب". اهـ.
• وفي ترجمة: علي بن مهران الرازي منه (١٦٨):
قال الشيخ المعلمي:
"قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: "كان رديء المذهب غير ثقة"، وقد تقدمت ترجمة الجوزجاني، وتبين أنه يميل إلى النصب، ويطلق هذه الكلمة "رديء المذهب" ونحوها على من يراه متشيعًا، وإن كان تشيعه خفيفًا، وتحقق في ترجمته في القواعد