في تفسير بعض الألفاظ التي يطلقها ابن حبان في كتاب "الثقات"
أولاً: قوله: ربما أخطأ، وربما خالف، ونحوهما:
قال أبو أنس:
يطلق ابن حبان هذا في كبارٍ، ولا تعني الضعف عنده، وقد أفصح عن منهجه في ذلك.
• فقال في ترجمة: عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي في "الثقات"(٧/ ٩٧):
"ربما أخطأ، كان عبد الملك من خيار أهل الكوفة وحفاظهم، والغالب على من يحفظ ويحدث من حفظه أن يَهِمَ في روايته، ولو سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك حديث الزهري وابن جريج والثوري وشعبة؛ لأنهم أهل حفظ وإتقان، وكانوا يحدثون من حفظهم ولم يكونوا معصومين حتَّى لا يَهِمُوا في الروايات.
والأَوْلى في مثل هذا قبولُ ما يَروي الثبت من الروايات، وتركُ ما صح أنه وَهِمَ فيها، ما لم يفحش ذلك حتَّى يغلب على صوابه، فإن كان كذلك استحق الترك حينئذ". اهـ.
• وقال في ترجمة: سعيد بن سفيان الجَحْدري من"الثقات" أيضًا (٨/ ٢٦٥):
"كان ممن يخطىء، حمل عليه عليّ بن المديني، وليس من سَلك مَسْلك الأثبات، ثم لم يتعرَّ من الوهم والخطأ، استحق الحمل عليه حتَّى يُعدل به عن مسلك الأثبات إلى غيرهم". اهـ.