أقول: وهو الصواب. وتوثيق ابن معين لهذا الضرب من الرواة لا يعني التوثيق الاصطلاحي، وإنما يدل -بالاستقراء- على استقامة ما بلغه من حديث الرجل، ولو كان حديثا واحدًا، ولم يرو عنه إلا رجل واحد. وللمعلمي بحث مفيد في هذا الباب تراه في الأمر الثامن من القاعدة السادسة من "التنكيل" وهى "كيف البحث عن أحوال الرواة". وترى ذلك في القسم الخاص بالقواعد من هذا الكتاب في: "توثيق بعض الأئمة للمجاهيل". (١) نقلا عن "تهذيب التهذيب" (٧/ ١١١)، والذي في "الجرح" (٦ / ت ٨١٠): "ليس بالمتقن" ونقل ابن حجر توثيق أحمد بن صالح المصري له. (٢) وثقه مروان بن محمد الطاطري وثبَّتهُ، ووثقه يعقوب بن سفيان، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال الذهبي في "الميزان": في النفس شيء من الاحتجاج به، ووثقه ابن حجر. انظر: "تاريخ أبي زرعة الدمشقي" (ص ٣٣٨)، و"الثقات" (٥/ ١٥٤)، و"المعرفة والتاريخ" (٢/ ٤٧٢)، و"الميزان" (٣ / ت ٥٥١٧)، وغيرها. (٣) قال البرذعي: قلت لأبي زرعة: رأيتُ بمصر نحوًا من مئة حديث عن عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار وعطاء، عن ابن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، منها: "لا تكرم أخاك بما يشق عليه"؟ فقال: لم يكن عثمان عندي ممن يكذب ولكنه كان يكتب الحديث مع خالد بن نجيح، وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا، فَبُلُوا به (أبو زرعة الرازي: ٤١٧ - ٤١٨). =