وهو القسم الرابع من كتاب "التنكيل" وقد أفرده "المكتب الإسلامي، بالطبع. وهو كتاب فذّ.
يقول فضيلة الشيخ: محمد عبد الرزاق حمزة في تذييله عليه: "هو كتاب من أجود ما كتب في بابه في مناقشة المتكلمن والمتفلسفة الذين انحرفوا بتطرفهم وتعمقهم في النظر والأقيسة والمباحث، حتى خرجوا عن صراط الله المستقيم الذي سار عليه الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين من إثبات صفات الكمال لله تعالى من عُلُوِّه سبحانه وتعالى على خلقه علوا حقيقيًا يشار إليه في السَّماء عند الدُّعاء إشارة حقيقية، وأن القرآن كلامه حقًا، حروفه ومعانيه كيفما قرىء، أو كتب، وأن الإيمان يزيد وينقص حقيقة، يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي، وأن الأعمال جزء من الإيمان، لا يتحقق الإيمان إِلَّا بالتصديق والقول والعمل.
حقق العلّامة المؤلف هذه المطالب بالأدلة الفطرية والنقلية من الكتاب والسُّنَّة على طريقة السلف الصالح من الصّحابة وأكابر التابعين، وناقش من خالف ذلك من الفلاسفة كابن سينا ورؤساء علم الكلام كالرازي والغزالي والعضد والسعد، فأثبت بذلك ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه المحققة الشافية الكافية بأوضح حجة وأقوى برهان -أن طريقة السلف في الإيمان بصفات الله تعالى أعلم وأحكم وأسلم، وأن طريقة الخلف من فلاسفة ومتكلمين أجهل وأظلم وأودى وأهلك.