للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقول: وهو مقل جدًّا من الحديث، فإذا كان مع إقلاله ليس بالقوي، ومع ذلك تفرد بهذا عن ثابت، عن أنس، فلا؟ (فالذي) ينبغي وهنه.

وذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد" أنه حسن، وهذا بالنظر إلى حال المزلق في نفسه.

فأما إذا نظرنا إلى تفرده، مع إقلاله، ومع قول أبي زرعة: "ليس بقوي" فلا أراه يستقيم الحكم بحسنه، وإن كان معناه صحيحًا. والله أعلم"]. اهـ.

[الحديث الرابع عشر]

(ص ٢٦٥): "لا تظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك".

قال الشوكاني:

قال في الذيل: لا يصح. وقال الصنعاني: موضوع.

وقال في الوجيز: هو من حديث واثلة بن الأسقع، وفيه: عمر بن إسماعيل، كذاب.

وقد أخرجه البيهقي من طريقه (١)، وقد تابعه أمية بن القاسم عن حفص بن غياث، وقال الترمذي: حسن غريب، وله شاهد عن ابن عمر (٢).

وفي لفظ: فيعافيه الله، مكان فيرحمه الله.


(١) أخرجه: الطبراني في "الكبير" (٢٢/ ٥٣)، وفي الأوسط (٧٣٣٩)، والترمذي (٢٥٠٦)، وابن حبان في "المجروحين" (١/ ٣٥٥) (٢/ ٢١٣)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ٣٩٩).
جميعًا من حديث حفص بن غياث، عن برد بن سنان عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع مرفوعًا به.
قال ابن حبان: "وهذا حديث لا أصل له من كلام رسول الله-صلى الله عليه وسلم-".
وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
وذهب إلى تقوية هذا الحديث وتحسينه الكناني في "تنزيه الشريعة" (٢/ ٣٦٩)، والسيوطي في "اللآلىء المصنوعة" (٢/ ٣٥٦)
(٢) المذكور في "اللآلىء" و"تنزيه الشريعة" أن الشاهد من حديث عبد الله بن عباس، وعزياه إلى الخطيب في "المتفق والمفترق"، وساق السيوطي الإسناد، وقال صاحب: "تنزيه الشريعة": "وفيه إبراهيم بن الحكم بن أَبان العدني وهو ضعيف" كما سيأتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>