استعمال النظر في وفيات الرواة وشيوخهم والآخذين عنهم، في التعيين
• في المثال التاسع من النوع الأول من "طليعة التنكيل"، وهو تبديل الرواة؛ إذ يتكلم الكوثري في الأسانيد التي يسوقها الخطيب طاعنًا في رجالها واحدًا واحدًا، فيمر به الرجل الثقة الذي لا يجد فيه طعنًا مقبولًا، فيفتش عن رجل آخر يوافق ذلك الثقة في الاسم واسم الأب، ويكون مقدوحًا فيه، فإذا ظفر به زعم أنه هو الذي في السند، قال المعلمي:
"محمد بن عمر، قال الخطيب (ج ١٣ ص ٤٠٥):
"محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع، حدثنا محمد بن عمر بن دليل، قال: سمعت محمد بن عبيد الطنافسي ... ".
ذكر الكوثري هذه الرواية ص ١٢٦، وقال: "محمد بن عمر هو ابن وليد التميمي، وقد تصحف "وليد" إلى "دليل" في الطبعات كلها، ويقول عنه ابن حبان: يروي عن مالك ما ليس من حديثه".
أقول: لم يذكروا في ترجمة محمد بن عمر بن وليد التيمي الذي تكلم فيه ابن حبان وغيره أنه يروي عن محمد بن عبيد الطنافسي، ولا أنه يروي عنه محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع، وأراه أقدم من ذلك، فإنه يروي عن المتوفين حوالي سنة ١٨٥ هـ، كمسلم بن خالد، ومالك، وهشيم، فيبعد أن ينزل إلى محمد بن عبيد المتوفى سنة ٢٠٤ هـ، ولم يذكروا راويا عن التيمي هذا إلا أبا زرعة المولود سنة ٢٠٠، ويبعد أن يكون أدركه، أعني التيمي هذا، محمد بن الحسين بن حميد الذي أقدم من سمي من شيوخه موتًا: أبو سعيد الأشج المتوفى سنة ٢٥٧.