وقد قال المزي (٢٣/ ٥٦٤): ولَّاه علي بن أبي طالب الكوفة، وتوفي بها في ولاية عليّ. وقيل: في ولاية المغيرة بن شعبة، وهو أشبه؛ ففي "صحيح مسلم" من رواية سعيد بن عبيد الطائي عن علي بن ربيعة، قال: أول من نيح عليه بالكوفة: قرظة بن كعب، فقال المغيرة ابن شعبة: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من نيح عليه يعذب". اهـ. تعقبه ابن حجر في "التهذيب" بقوله: ليست فيه دلالة؛ لاحتمال أن يكون المغيرة قال ذلك عند موته، ولم يكن حنيئذٍ أميرًا .. لكن في "صحيح مسلم" في هذه القصة عن علي بن ربيعة: أتيت المسجد، والمغيرة أمر الكوفة. وفي رواية الترمذي: مات رجل من الأنصار يقال له: قرظة بن كعب فنيح عليه فجاء المغيرة فصعد المنبر". فهذا يقوي قول من قال إنه مات في إمارة المغيرة وكانت إمارته على الكوفة في عشر الخمسين". اهـ. أقول: أما الرواية الأول والتي ساقها المزي فهي التي وقفت عليها في الصحيح (٢ / ص ٦٤٣ - ٦٤٤، رقم ٩٣٣) وهو آخر حديث في باب "الميت يعذب ببكاء أهله عليه". ولم أر ما عزاه ابن حجر لمسلم وفيه قول علي بن ربيعة: أتيت المسجد والمغيرة أمير الكوفة. فالله أعلم. وذكره الذهبي في "المتوفون في خلافة علي -رضي الله عنه-" من "تاريخ الإسلام" وقال: "توفي بالكوفة، وصلى عليه عليٌّ على الصحيح، وهو أول من نيح عليه بالكوفة. وقيل: توفي بعد علي". اهـ.