الحمْدُ للهِ الفتّاحِ المنّانِ، ذِي الطّوْلِ والفضْلِ والإحسانِ، الّذي منّ علينا بالإيمان، وفضّل ديننَا على سائر الأديان، ومحا بحبيبه وخليلهِ ورسوله محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- عِبادة الأوثان، وخصّهُ بالمعجزةِ والسُّننِ المُسْتمرة على تعاقُب الأزمانِ.
وبعْدُ، فهذه دُررٌ منتثرة، وغُررٌ منتشرة، وزواهرُ مختلفة، وجواهرُ مؤتلفة، مشتملةٌ على فوائد وافية، ومسائل شافية، ومطالب شريفة، ومباحث نفيسة، حسْبما وقع انتخابي حين المطالعة لمؤلفات وآثار الشّيخ العلّامة المحقق ذهبي العصر: عبد الرّحمن ابن يحيى المعلمي اليماني.
وقد انتظم سلكُ ما انتخبتُه من كلام شيخنا الأقسام الأربعة التالية:
القسم الأوّل: في تراجم الرجال الذين تكلم عليهم الشّيخ المعلمي جرحًا وتعديلا.
القسم الثّاني: في بيان الشّيخ المعلمي لمناهج بعض أئمة النقد وغيرهم من المصنفين في كتبهم ومصنفاتهم.
القسم الثّالث: في بيان منهج الشّيخ المعلمي في نقد الأخبار من خلال انتقاء أحاديث وآثار قد تكلم عليها تصحيحًا وتضعيفًا، لا سيما تلك الّتي تظهر براعته وتميزه عن كثير من المتأخرين والمعاصرين.
القسم الرّابع: في القواعد الاستقرائية الّتي بنى عليها الشّيخ المعلمي منهجه في النقد.