وقد كان ابن عيينة يوقفه أحيانًا -على عادته إذا ارتاب في الخبر- فربما بلغ به أبا هريرة ثم سكت، فإذا سئل: يبلغ به النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم. (يعني هكذا سمعه مرفوعًا) انظر "تقدمة الجرح والتعديل" (ص ١١ - ١٢). وسمعه منه أحمد مرَّة فلم يجُزْ به أبا هريرة، كما سبق. فصنيع ابن عيينة هذا مما يريب في صحة الخبر مرفوعًا، ويقوي هذه الريبة مجيئه من طريق أخرى -لا بأس بها- موقوفًا، كما مَرَّ. وعلي كل حالٍ، فحتى لو ترجح الموقوف، فعنعنة ابن جريج قاطعة الطريق، والله تعالى أعلم. (١) قاله بحرفه: الحافظُ ابن حجر في "التقريب"، فأما التدليس فقد وصفه به غير واحد من الأئمة، ولم يقبلوا منه إلا ما صرح فيه بالسماع، وأما التسوية، فقد فتشت في مظان ترجمة "مبارك" من كتب الرجال والتواريخ والسؤالات وغيرها فلم أقف على من صرح بذلك، أو ذُكر عنه ما يفهم منه ذلك، وقد ذكره الحافظ ابن حجر في "طبقات المدلسين" رقم (٩٣)، ولم يزد على قوله: "مشهور بالتدليس" فالله أعلم.