للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما رُوي عن ابن عيينة أنه قال مرة: هو العمري العابد، لا وجه له؛ لأن العمري العابد -وهو عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر- لم يشتهر بالعلم بالمعنى المعروف. بل لم يُعرف به. بل قال ابن حبان: "لعل كل شيء حدّث في الدنيا لا يكون أربعة أحاديث". وليس له في الأمهات الست ولا في الكتب الأخرى لأصحابها التي أخذ رجالها في "التهذيب" إلا حديث واحد مرسل في "مراسيل أبي داود" ولم تضرب إليه أكباد الإبل، بل لعله لم يرحل إليه بعير واحد، إنما كان هو رحمه الله يخرج إلى البراري لتعليم الأعراب ضروريات الدين فكيف ينطبق عليه هذا الحديث؟

فأما انطباقه على مالك فكالشمس وضوحًا، ولم يثبت في فضل غيره من الأئمة ما يظهر انطباقه مثل هذا الظهور ولا قريبًا منه، والله الموفق. اهـ.

[[٦٢٢] المبارك بن فضالة بن أبي أمية، القرشي العدوي أبو فضالة البصري]

"الفوائد" (ص ٣٠٣): "يخطىء ويدلس ويُسوّي" (١).


= لكن في الحديث عنعنة ابن جريج عن أبي الزبير، وتدليس ابن جريج فاحش.
وقد كان ابن عيينة يوقفه أحيانًا -على عادته إذا ارتاب في الخبر- فربما بلغ به أبا هريرة ثم سكت، فإذا سئل: يبلغ به النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم. (يعني هكذا سمعه مرفوعًا) انظر "تقدمة الجرح والتعديل" (ص ١١ - ١٢).
وسمعه منه أحمد مرَّة فلم يجُزْ به أبا هريرة، كما سبق.
فصنيع ابن عيينة هذا مما يريب في صحة الخبر مرفوعًا، ويقوي هذه الريبة مجيئه من طريق أخرى -لا بأس بها- موقوفًا، كما مَرَّ.
وعلي كل حالٍ، فحتى لو ترجح الموقوف، فعنعنة ابن جريج قاطعة الطريق، والله تعالى أعلم.
(١) قاله بحرفه: الحافظُ ابن حجر في "التقريب"، فأما التدليس فقد وصفه به غير واحد من الأئمة، ولم يقبلوا منه إلا ما صرح فيه بالسماع، وأما التسوية، فقد فتشت في مظان ترجمة "مبارك" من كتب الرجال والتواريخ والسؤالات وغيرها فلم أقف على من صرح بذلك، أو ذُكر عنه ما يفهم منه ذلك، وقد ذكره الحافظ ابن حجر في "طبقات المدلسين" رقم (٩٣)، ولم يزد على قوله: "مشهور بالتدليس" فالله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>