هكذا نقله الخطيب عن الدارقطني بلا واسطة، وفي "سؤالات الحاكم للدارقطني" رقم (١٥٠) قال الدارقطني: "قيل لنا: إنه كان مجاب الدعوة، صدوق كثير الخطأ في الأسانيد والمتون، لا يحتج بما ينفرد به، بلغني عن شيخنا أبي القاسم بن منيع أنه قال: عندي عن أبي قلابة عشرة أجزاء .. ". والذي جزم الخطيب بنسبته إلى الدارقطني هو نحو ما قال فيه الدارقطني: قيل لنا، وما قال فيه أيضا: بلغني عن البغوي. وبمقتضى قواعد النقد فإن في نسبة هذا القول للدارقطني -كما جزم به الخطيب- ونسبته للبغوي -كما حكاه الدارقطني- نظرًا؛ لأننا لا ندري من القائل للدارقطني ولا المبلِّغ له عن البغوي. وقد حَملَ عن أبي قلابة الأئمةُ: أبو داود، والطبري، وابن خزيمة وغيرهم وأثنوا على حفظه ولم يذكروا له شيئًا من هذه الأوهام، فإن كان شيء من هذا فهو مما حدث به أبو قلابة بعد تحوله إلى بغداد كما حققه الشيخ المعلمي رحمه الله، والله تعالى أعلم.