على أنه لو لم يتبين أن ذلك هو وجه التضعيف لكان تضعيفًا مجردًا وهو جرح غير مفسر، وقد ثبت التوثيق.
قال الخطيب:"سألت أبا سعد الحسين بن عثمان الشيرازي عن ابن درستويه؟ فقال: ثقة ثقة، حدثنا عنه "أبو عبد الله" بن منده الحافظ بغير شيء وسألته عنه، فأثنى عليه ووثقه". وقال الخطيب في ترجمة الشيرازي هذا:"كتبنا عنه وكان صدوقًا متنبهًا" وقد تقدم ثناء الخطيب على ابن درستويه.
وذكر الأستاذ (ص ١٥٠) ما رواه الخطيب من طريق ابن درستويه عن يعقوب عن الحسن بن الصباح عن إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال: "قال مالك: ما ولد في الإسلام مولود أضر على أهل الإسلام من أبي حنيفة. وكان "مالك" يعيب الرأي، ويقول: "قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد تم هذا الأمر واستكمل .. ".
فذكر الأستاذ أن ابن عبد البر ذكر في "كتاب العلم" عن "تهذيب الآثار" للطبري عن الحسن بن الصباح عن الحنيني أن مالكًا قال: قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .. " ولم يذكر ما قبله، قال الاستاذ:"فيكون ابن درستويه الدراهمي هو الذي زاد في أول الخبر ما شاء".
أقول: ليس هذا بشيء، وإنما اقتصر ابن جرير وابن عبد البر على موضع الحجة، وقد جرت عادتهم بتقطيع الأحاديث النبوية كما فعله البخاري في "صحيحه" وغيره، فما بالك بمثل هذا؟
ثم ذكر المعلمي عن "تاريخ بغداد" و"تاريخ ابن خلكان" طرفًا من مصنفات ابن درستويه في الأدب والنحو والمعاني، والله تعالى الموفق.
[٣٨٧] عبد الله بن جعفر بن غيلان الرّقِّي أبو جعفر القرشي:
قال المعلمي في ترجمة نعيم بن حماد (٢٥٨) من "التنكيل": "والرقي موثق إلا أنه نسب إلى الاختلاط بأخرة، لكن ذكر ابن حهبان أن اختلاطه لم يكن فاحشًا،