للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[٢٧٢] رجاء بن السندي النيسابوري أبو محمد الإسفراييني]

قال الشيخ المعلمي في "التنكيل" رقم (٩٢) جوابًا عن سبب عدم إخراج أصحاب الأصول الستة عن رجاء، قال:

"توفي رجاء سنة (٢٣١) فلم يدركه الترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وأدركوا من أقرانه ومن هو أكبر منه من هو مثله أو أعلى إسنادًا منه، فلم يحتاجوا إلى الرواية عن رجل عنه لإيثارهم العلوّ.

وأدركه أبو داود في الجملة؛ لأنه مات وسن أبي داود نحو تسع عشرة سنة، ولكن في بلد غير بلده، فالظاهر أنه لم يلقه.

فأما مسلم فإنه كان له حين مات رجاء نحو ست عشرة سنة وهو بلديّه ويمكن أن يكون سمع منه وهو صغير، فلم ير مسلم ذلك سماعًا لائقًا بأن يعتمده في "الصحيح" ويمكن أن يكون مسلم تشاغل أول عمره بالسماع ممن هو أسن من رجاء وأعلى إسنادًا ففاته رجاء.

وأما البخاري فقد ذكر في "الكمال" (١) أنه روى عنه لكن قال المزي: "لم أجد له ذكرًا في الصحيح" (٢) فقد لا يكون البخاري لقيه، وقد يكون لقيه مرّة فلم يسمع منه إلا شيئًا عن شيوخه الذين أدرك البخاري أقرانهم فلم يحتج إلى النزول بالرواية عن رجاء (٣).


(١) يعني: "الكمال في أسماء الرجال" للمقدسي.
(٢) هكذا هو في "تهذيب ابن حجر" (٣/ ٢٣١) مختصرًا من كلام المزي، وتمامه: ولا ذكره أحد من المصنفين في رجاله، وإنما قال الحاكم في "تاريخ نيسابور": روى عنه البخاري، ولم يقل في "الصحيح"، فلعله روى عنه خارج الصحيح".
هكذا قاله المزي في حاشية نسخته من "تهذيب الكمال" كما نقله عنه محقق "تهذيب الكمال" (٩/ ١٦٤).
(٣) اعتمد المعلمي فيه على نقل الحافظ ابن حجر -وهو مختصر كما قدمنا- وكلام الحاكم يدل على أن البخاري لقي رجاء وروى عنه, لكن ربما سمع منه ما سمعه من غيره بسند أعلى فلم يحتج إلى إيراده في "الصحيح" وإن لم ير بأسًا بالرواية عنه في غيره. والله تعالى أعلم. =

<<  <  ج: ص:  >  >>