ويظهر من صنيع أبي حاتم لما قطب وجهه حين سئل عنه أنه ينقم عليه أشياء في حديثه, وأنه ليس بذاك الحجة، إلا أنه صدوق في الأصل. وصنيع ابن حبان يدل على ذلك، ففي كلامه ما يشعر بأن بعض المناكير الواقعة في حديثه إنما هي من جرَّاء روايته عن الضعفاء، أو تدليسه عنهم. لكن قد ذكر له ابن عديّ مناكير يرويها عن الثقات، وصرَّح بذلك فقال: "يحدث عن الثقات بالمناكير ويصحف عليهم" ثم حكم على حديثه بالضعف البَيَّن، فالله تعالى أعلم. (٢) ذكر ابن عدي بهذا الإسناد خمسة أحاديث، ذَكَر للأوَّلِ منها متابعات لأحمد بن داود، وسيأتي جواب المعلمي عنه وذكر ابن عديّ أن لأحمد بن داود عن أبي مصعب أحاديث أُخر لم يخرجها. (٣) "الميزان" (٤/ ١٢٤).