وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان من خيار الناس في حديث أحمد بن حنبل وبشر الحافي، مستقيم الحديث.
ويكفيه مكانته عند أحمد، وثناء أصحابه عليه, والله أعلم. اهـ.
قال أبو أنس:
• قال الذهبي في "تذكرة الحفاظ"(٣/ ٩٦٧):
"له مصنف كبير في الضعفاء، وهو قويُّ النَّفَسِ في الجَرْحِ، وَهَّى جماعة (١) بلا مستند طائل". اهـ.
• وقال في "السير"(١٦/ ٣٤٧):
"وعليه في كتابه في الضعفاء مؤاخذات، فإنه ضَعَّفَ جماعةً بلا دليل، بل قد يكون غيره قد وثقهم". اهـ.
قلت:
مع ما سبق من بيان حال الأزدي، وإشارة مثل الذهبي إلى تلك المؤاخذات، إلا أن الحفاظ -لاسيما من صنف منهم في الرجال، وبخاصة الضعفاء- قد استوعبوا كتابه هذا في مصنفاتهم، فنقلوا كلامه ونقده للرواة، على اختلاف الحال في ذلك:
فتارةً: يوافق سائر من تناول ذاك الراوي بالضعف.
وتارةً: يوافق بعضا، ويخالف آخرين.
وتارةً: يخالف كُلَّ من نُقِلَ عنه قولٌ فيه.
وتارةً: ينفرد الأزدي بذكر الرجل في الضعفاء، مكتفيا بقوله فيه، أو ذاكرا له حديثا استنكره عليه.
(١) في "التذكرة": "وهاه جماعة"، وهو خطأ، يدل عليه قوله الآتي في "السير".