للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن واصل الحموي: كان ابن دحية مع فرط معرفته بالحديث، وحفظه الكثير له، متهما بالمجازفة في النقل، وبلغ ذلك الملك الكامل، فأمره أن يعلق شيئا على كتاب الشهاب فعلق كتابا تكلم فيه على أحاديثه وأسانيده، فلما وقف الكامل على ذلك خلاه أياما وقال: ضاع ذاك الكتاب فعلق لي مثله ففعل، فجاء الثاني فيه مناقضة للأول، فعلم السلطان صحة ما قيل عنه، ونزلت مرتبته عنده، وعزله من دار الحديث التي أنشأها آخرا وولاها أخاه أبا عمرو ...

قلت: وكان ممن يترخص في الإجازة، ويطلق عليها "حدثنا"، وقد سمع منه أبو عمرو بن الصلاح الموطأ بُعيد سنة ستمائة ...

ولمتأخري المغاربة مذهب في إطلاق "حدثنا" على الإجازة، وهذا تدليس.

... قال ابن النجار: قدم علينا، وأملى من حفظه وذكر أنه سمع من ابن الجوزي، وسمع بأصبهان "معجم الطبراني" من الصيدلاني، وسمع بنيسابور وبمرو وواسط، وأنه سمع من جماعة بالأندلس، غير أني رأيت الناس مجمعين على كذبه وضعفه، وادعائه ما لم يسمعه، وكانت أمارات ذلك لائحة على كلامه وفي حركاته، وكان القلب يأبى سماع كلامه، سكن مصر وصادف قبولا من السلطان الكامل، وأقبل عليه إقبالا عظيما، وسمعت أنه كان يسوأنه المداس حين يقوم ... إلى أن قال: ونسبه ليس بصحيح، وكان حافظا ماهرا، تام المعرفة بالنحو واللغة، ظاهري المذهب، كثير الوقيعة في السلف، أحمق شديد الكبر، خبيث اللسان، متهاونا في دينه، وكان يخضب بالسواد.

حكى ابن النجار في "تاريخه" وابن العديم في "تاريخ حلب" وأبو صادق محمد ابن العطار وابن المستوفي في "تاريخه" عنه أشياء تُسقطه". اهـ.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>