"من دعاة الاعتزال والرفض والكيد للإسلام، وحاله مع ابن العلقمي الخبيث معروفة".
قال أبو أنس:
هو عز الدين أبو حامد بن هبة الله بن محمد بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد المدائني.
صاحب "شرح نهج البلاغة" للإمام علي. طبعة/ دار إحياء الكتب الغربية -القاهرة- سنة ١٣٧٨ هـ. لمحققه: محمد أبي الفضل إبراهيم.
• قال محققه في ترجمته:"أحد جهابذة العلماء، وأثبات المؤرخين، ممن نجم في العصر العباسي الثاني، أزهى العصور الإِسلامية إنتاجا وتأليفا، وأحفلها بالشعراء والكتاب والأدباء والمؤرخن واللغويين وأصحاب المعاجم والموسوعات، كان فقيهًا أصوليا، وله في ذلك مصنفات معروفة مشهورة، وكان متكلما جدليا نظارا، اصطنع مذهب الاعتزال، وعلى أساسه جادل وناظر. وحاجَّ وناقش.
وفي "شرح النهج" وكثير من كتبه آراء منثورة مما ذهب إليه، وله مع الأشعري والغزالي والرازي كتب ومواقف.
وكان أديبا ناقدًا، ثاقب النظر، خبيرا بمحاسن الكلام ومساوئه، وكتابه "الفلك الدائر على المثل السائر" دليل على بعد غوره، ورسوخ قدمه في نقد الشعر وفنون البيان، ثم كان أديبا متضلعا في فنون الأدب، متقنًا لعلوم اللسان، عارفًا بأخبار العرب، مطلعا على لغاتها، جامعًا لخطبها ومنافراتها، راويًا لأشعارها وأمثالها، حافظًا لمُلحها وطرفها، قارئًا مستوعبا لكل ما حوته الكتب والأسفار في زمانه.