للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هشيم وشريك وغيرهما من حفظه فاستنكروا من روايته عن أولئك الشيوخ أحاديث تفرد بها عنهم، وكان عندهم أنها مما تفرد بها غير أولئك الشيوخ، منها: حديث رواه عن هشيم عن يعلى بن عطاء وكان عندهم أنه من أفراد حماد بن سلمة عن يعلى.

فتوقف فيه أحمد لهذا الحديث حتى بأن له أن غير حماد قد حدّث به، وعذره أحمد في بقية الأحاديث.

وأما ابن معين فشدد عليه وتبعه جماعة.

واختلف عن ابن المديني، فقيل: لم يزل يحدث عنه حتى مات، وقيل: بل كف بآخره.

وقال أبو حاتم: "كان أحمد يُجْمِلُ القول فيه، وكان يحيى بن معين يحمل عليه, وعبيد الله القواريري "وهو ثقة عندهم من رجال الصحيحين" أحبّ إليّ منه".

وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال أبو داود عن ابن معين: "أفسد نفسه في خمسة أحاديث" (١) فذكرها. قال ابن حجر في "التعجيل" (٢): "وهذا عندي أعدل الأقوال فيه".

قال المعلمي: قد ظهرت عدالة الرجل أولًا، ثم عرضت تلك الأحاديث، فاختلفوا فيها، فمنهم من عذره، ومنهم من رماه بسرقتها.


(١) هو من رواية الآجري عن أبي داود، وتمام الكلام: "لو كانت بالجبل لكان ينبغي أن يرحل فيها. قال أبو داود: صدق. قال أبو داود: حدث عن هشيم حديثًا عن يعلى بن عطاء فزعموا أن أبا مالك حدث به، وحدث عن شريك عن سالم عن سعيد في "مقام كريم"، وحديث تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين ملّة، قوم يقيسون الأمور برأيهم، وحديث إبراهيم بن سعد في الرؤية: سدرة المنتهي، وحديث هشيم عن منصور عن الحسن عن أبي بكرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- "الحياء من الإيمان" وحديث سعدوية".
"سؤالات الآجري" (١٨٤٠)، و"تاريخ بغداد" (٦/ ١٩٢ - ١٩٣).
(٢) (١/ ٢٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>