للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - أو ممن لقيه وليس بثقة (١).

٣ - أو احتمال أن يغفل إبراهيم عن قاعدته.

٤ - واحتمال أن تكون قاعدته خاصة بهذا اللفظ "قال عبد الله" ثم يحكي عن عبد الله بغير هذا اللفظ ما سمعه من واحد ضعيف، فلا يتنبه منْ بعْدهُ للفرق، فيرويه عنه بلفظ "قال عبد الله"، ولا سيما إذا كان فيمن بعده من هو سيء الحفظ كحماد (٢) .. " ثم نقل المعلمي ما سبق نقله عن "علوم الحديث" للحاكم.


= وقد أخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخ دمشق" (ق ١٣١/ ٢)، وهو في "المطبوع" (١ / ص ٦٦٥): حدثنا أحمد بن شبويه، قال: حدثنا عمرو بن الهيثم به. إلا أنه قال: "فحدثني وحده". وإذا تأمل الباحث في قول إبراهيم "من غير واحد من أصحابه" يتبين له ضعف بعض الاحتمالات التى أوردها المصنف على ثبوت رواية إبراهيم إذا قال: قال ابن مسعود، فإن قوله: "من أصحابه" يبطل قول المصنف "أن يسمع إبراهيم من غير واحد ممن لم يلق عبد الله" كما هو ظاهر.
وعُذْره في ذلك أنه نقل قول إبرإهيم هذا من "التهذيب"، ولم يقع فيه قوله: "من أصحابه" الذي هو نص في الاتصال. اهـ. كلام الألباني حفظه الله تعالى.
(١) وهذا يَرِدُ عليه ما في التعليق السابق، لأنه لا يُعرف أصحاب ابن مسعود مَنْ بهذه الصفة، وهذا لو كان الصاحب واحدًا، فكيف لو كانوا غير واحد؟ ويقال في عذر المعلمي هنا ما قيل في الاحتمال الأول من اعتماده على النص الوارد في "تهذيب التهذيب".
وأما الاحتمال الثالث والرابع فهما قائمان بلا شك، لا سيما الثالث منهما، وهو أن يسمع إبراهيم من غير أصحاب ابن مسعود الثقات المعروفين، كضعيفٍ أو مستورٍ أو مجهولٍ، عن ابن مسعود، ويكون بحيث لا يُقبل منه ما تفرد به عن ابن مسعود وغيره؛ لضعفه، أو لا يقبل منه ما تفرد به عن ابن مسعود دون أصحاب ابن مسعود المعروفين، فيغفل إبراهيم في هذا ويقول: "قال ابن مسعود".
وقد عَضَّدَ المعلمي هذا الاحتمال بما نقله عن "معرفة علوم الحديث" للحاكم، وهؤلاء الذين يُدْخلهم إبراهيم بينه وبين أصحاب ابن مسعود، وإن كانوا ليسوا بالضعفاء، إلا أنهم بَيْن: مستور الحال متعبد، وموثق توثيقًا لَيِّنًا، وليسوا من الثقال الذين يعتمد عليهم، وإذا كان إبراهيم ربما دلَّس عن هؤلاء، فربما دلَّس عن غيرهم ممن هم أسوأ حالًا منهم، والله تعالى أعلم.
(٢) هو ابن أبي سليمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>